اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 128
أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة، وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها، فتعال أعاهدك أن لا تتزوج بعدي ولا أتزوج بعدك.
قال: أتعطيني؟
قالت: ما سألتك إلا لأعطيك.
قال: فإذا أنا مت فتزوجي، ثم قال: اللهم أرزق أم سلمة بعدي رجلا خيرًا مني لا يحزنها ولا يؤذيها، فلما مات أبو سلمة قلت: من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة فلبثت ما لبثت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبني ثم تزوجني[1].
وكانت أم سلمة وضيئة جميلة، تقول السيدة عائشة عنها: لما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم حزنت حزنًا شديدًا لما ذكر لي من جمالها فذكرت ذلك لحفصة فقالت: ما هي كما يقال فتلطفت حتى رأيتها فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي، فذكرت ذلك لحفصة فقالت: نعم ولكني كنت غيرى[2].
وأبلت أم سلمة بلاء حسنًا في الهجرة، وعزاها النبي صلى الله عليه وسلم في زوجها وقال لها: "سلي الله أن يؤجرك في مصيبتك، ويخلفك خيرًا".
فقالت: ومن يكون خيرًا من أبي سلمة؟
فلم ير صلوات الله وسلامه عليه عزاء ولا كافلا لها ولأولادها ترضاه غيره صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله فخطبها.
ولما خطبها لنفسه اعتذرت بأنها مسنة وأم أيتام وذات غيرة[3].
فأجابها صلى الله عليه وسلم بأنه أكبر منها سنا، وبأن الغيرة يذهبها الله تعالى، وبأن الأيتام إلى الله ورسوله, وكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها في شهر شوال من السنة الرابعة من الهجرة[4].
وتوفيت أم سلمة سنة ثلاث وستين من الهجرة في خلافة يزيد بن معاوية رضي الله عنه وصلى عليها والي المدينة مروان بن الحكم، وهي آخر من مات من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم. [1] الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد الشيباني ج22 ص131. [2] الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد الشيباني ج22 ص132. [3] بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج9 ص394. [4] الطبقات الكبرى قسم النساء ج8 ص91.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 128