اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 127
فلما توفي زوج السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يساوي بين عمر وبين أبي بكر في تشريفهما بمصاهرته، ولم يكن في الإمكان أن يكافئهما في هذه الحياة بشرف أعلى من هذا، فتزوج حفصة في السنة الثالثة.
فما أجل سياسته صلى الله عليه وسلم!!
وما عظم وفائه للأوفياء له.
ويقابل ذلك إكرامه لعثمان رضي الله عنه، ولعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، بتزويجهما ببناته "رقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهن".
وهؤلاء الأربعة أعظم أصحابه في حياته، وخلفاؤه في أمته ونشر دعوته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وهم أفضل الصحابة على الإطلاق[1].
توفيت حفصة رضي الله عنها سنة خمس وأربعين من الهجرة في خلافة معاوية وصلى عليها مروان بن الحكم ودفنت بالبقيع وعمرها ثلاث وستون سنة.
الزوجة الخامسة: زينب بنت خزيمة رضي الله عنها
تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وهي المعروفة في الجاهلية بأم المساكين، وكانت قبله زوجة للصحابي "عبيدة بن الحارث" الذي استشهد يوم بدر، وكان دخوله صلى الله عليه وسلم بها في رمضان من السنة الرابعة من الهجرة, وقد توفيت بعد زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانية أشهر ودفنت بالبقيع، ولم يمت من أزواجه صلى الله عليه وسلم في حياته إلا هي وخديجة رضي الله عنهما وكان عمر زينب يوم وفاتها ثلاثين عامًا[2].
الزوجة السادسة: أم سلمة رضي الله عنها
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة وهي هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية، تزوجت أولا ابن عمها "عبد الله بن عبد الأسد المخزومي" من السابقين إلى الإسلام، وهو ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاع، شهد بدرًا واستشهد يوم أحد.
وكان زوجها يحبها قالت له مرة: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهما من [1] منتقى النقول ص450. [2] الطبقات الكبرى ج8 ص116.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 127