اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 86
تمكن أخيرًا من النجاح في مساعيه السليمة "فحجز بينهم مخشى[1] بن عمرو الجهني وكان مخشي ورهطه حلفاء للفريقين جميعًا، فلم يعصوه فرجع الفريقان كلاهما إلى بلادهم، فلم يكن بينهم قتال"[2][3].
وقد كانت نتائج هذه السرية على المعسكر الوثني سيئة للغاية حيث هزت كيان قريش وبثت الرعب في نفوس رجالها، وفتحت أعينهم على الخطر المحدق بهم والذي أصبح يهدد طريق تجارتهم، وبالتالي اقتصادهم.
أما المسلمون فقد كانت نتائجها عليهم إيجابية حيث تصاعدت الروح الحماسية بينهم، وأعطتهم بعدًا عميقًا من الثقة بالنفس والجرأة على عدوهم، ذلك الذي استطاعوا ولأول مرة الوقوف في وجهه بقوة أبهرت قريش وأدهشتهم "قال أبو جهل حين قدم مكة منصرفه عن حمزة: يا معشر قريش إن محمدًا قد نزل يثرب وأرسل طلائعه، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئًا، فاحذروا أن تمروا طريقه، وأن تقاربوه فإنه كالأسد الضاري، إنه حنق[4] عليكم نفيتموه نفي [1] وقع اسمه في روايات أهل المغازي الآخرين غير رواية عروة، والزهري أنه (مجدي بن عمرو) وليس (مخشي بن عمرو) ولكن ذلك مخالف لرواية الصحيح، فقد ذكر مسلم في صحيحه خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بواط وهو يطلب (المجدي بن عمرو الجهني) . صحيح مسلم بشرح النووي (18/138) فربما تصحف الاسم على بعض الرواة قديمًا، ولأنه لو كان هو مجدي بن عمرو وكان حليفًا للمسلمين لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه في غزوة بواط المتأخرة عن هذه السرية، أو أنه هو ولكنه نقض حلفه بعد ذلك مع المسلمين، والله تعالى أعلم بالصواب. [2] من رواية عروة وموسى بن عقبة عن الزهري، وأخرجه البيهقي في الدلائل (3/9) واللفظ له. [3] أخرجه البيهقي، دلائل (3/9-10) ، وابن سيد الناس، عيون (1/271) ، وابن كثير، بداية (3/243) ، والزرقاني، شرح (1/390) من مراسيل عروة، والزهري، وموسى بن عقبة، ورواه ابن إسحاق بلا سند، وأخرجه عنه كل من: ابن خياط، تاريخ (62) ، وابن هشام، سيرة (2/595) ، والطبري: (2/404-405) ، وابن سيد الناس، عيون (1/27) ، وابن كثير، بداية (3/244) . ورواه الواقدي، مغازي: (1/9) وابن سعد، طبقات (2/7) ، والبلاذري، أنساب (1/371) ، والمدائني، وأخرجه عنه خليفة بن خياط، تاريخ (62) ، والعسكري، أوائل (1/184) ، كما أخرجه الأموي في مغازيه والزرقاني في شرحه على المواهب كلاهما عن أبي معشر السندي. انظر ابن حجر، فتح (7/280) ، والزرقاني
، شرح (1/390) ورواه أيضًا ابن حزم، جوامع (101) ، وابن عبد البر، درر (105) ، والخبر وإن كان في بعض طرقه ضعف لكنه قد بلغ حد التواتر بين أصحاب المغازي مما يجعلنا نستأنس لقبوله لكثرة شواهده وإجماعهم عليه، والله تعالى أعلم بالصواب. [4] الحنق – محركة -: الغيظ أو شدته (القاموس: الحنق) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 86