responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 288
انطلق زيد ومن معه في مسير اقترابي سريع لإنجاز المهمة المحددة حتى وصل إليها فقابله سادنها متسائلاً: ما تريد قال: هدم مناة، قال: أنت وذاك، فأقبل سعد يمشي إليها، وتخرج إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعو بالويل وتضرب صدرها"[1].
فصاح بها السادن صيحة الواثق: "مناة دونك بعض عصاتك"[2] ولكن صيحته ذهبت أدراج الرياح، فلم يأبه سعد رضي الله عنه بكل ذلك ويضربها ضربة إيمانية قاتلة قضت عليها، ثم يقبل على الصنم مع أصحابه "فهدموه ولم يجدوا في خزانتها شيئا، وانصرف راجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم[3] [4].
وتزول مناة من الوجود كما زالت من قبل من القلوب، ويطوف الأنصار بين الصفا والمروة من غير جناح ولا حرج.
ومن الأمور العجيبة المضحكة ما ذكره الذهبي عن بعض المخرفين من مشركي الهند أنهم كانوا يعتقدون في صنمهم المسمى (سومنات) أنه هو مناة "وأنه تحوَّل بنفسه في أيام النبوة من ساحل جدة، وحصل بهذا المكان ليُقصد ويُحج معارضة للكعبة"5 "وكانوا يقولون: أنه يرزق ويُحيى ويُميت

[1] رواه ابن سعد عن جمع من شيوخه بلفظ قالوا. ابن سعد، طبقات (2/146) .
[2] المصدر السابق.
[3] المصدر السابق.
[4] خبر السرية انفرد به ابن سعد بين أهل المغازي فرواه عن جمع شيوخه بلفظ قالوا، وشيوخ ابن سعد الذين صدرهم كتابه الطبقات فيهم الثقات وفيهم الضعفاء. انظر ابن سعد، طبقات (2/5، 146) ، كما نقل الطبري رواية عن شيخ ابن سعد الواقدي حول الخبر لكنها مقتضبة. انظر الطبري، تاريخ (3/63) ، وكذلك رواه ابن هشام في زوائد السيرة. انظر ابن هشام، سيرة (1/86) .
إذًا فالخبر ضعيف من الناحية الحديثية ويمكن الاستئناس به تاريخيًّا حيث ذكر أهل المغازي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل بعض السرايا لتحطيم الأصنام في الجزيرة العربية ولا يمكن استثناء مناة من ذلك لكونها أحد أكبر طواغيت في الجزيرة. والله أعلم.
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست