responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 249
ويذكر ابن إسحاق في روايته المنقطعة: أن بني جذيمة لما سمعوا بخبر السرية استعدوا للقتال ولبسوا السلاح[1]، وعلى الغميصاء[2] تقابل الجيشان، فدعاهم خالد إلى الإسلام "فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا"[3].
ونظرًا لما هذه الكلمة من ماضٍ سيء في تاريخ الإسلام، حيث كانت تطلق في مقام الذم للمسلمين الأوائل بمكة، والاستهزاء بهم من قِبَلِ المشركين، ونظرا لدقة الموقف وحراجته والذي يتطلب سرعة الخاطر في إعطاء القرار الحاسم من أي قائد يحرص على نجاح مهمته، فقد تأوَّل خالد بن الوليد رضي الله عنه "الذي كان يعرف الكلمة وظروف استعمالها"[4]، كلمتهم تلك على أنها استهزاء وسخرية بالمسلمين "فجعل يقتل منهم ويأسر"[5]ثم إنه أمر بعد فترة بقتل الأسرى باعتبار أنهم كانوا مستهزئين بالإسلام، فرأى أنه لا بدَّ وأن يثخن فيهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم من الأعراب.
ولكن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمر، وبعض الصحابة رضي الله عنهم كما تذكر روايات أهل المغازي[6]، لم ينقادوا لأمر خالد رضي الله عنه وخالفوه في اجتهاده، ورأوا أن بني جذيمة قد "عبروا عن إسلامهم بما يعرفون"[7]، وكان أكثرهم معارضة له عبد الرحمن بن عوف،

[1] رواية ابن إسحاق حول هذه السرية هي من مراسيل أبي جعفر محمد بن علي الباقر فهي منقطعة. انظر أكرم العمري، المجتمع المدني (194) .
[2] الغميصاء –بضم أوله وفتح ثانيه وبالصاد المهملة- على لفظ التصغير: مكان أسفل مكة على ليلة ناحية بلملم.انظر ابن سعد، طبقات (2/147) ، والبكري، معجم (3/1000) ، وذكر البلادي أنه لا يعرف موضعا قريبا من مكة يعرف بهذا الاسم، وأنه ربما تغيَّر اسم المكان مع الزمن. البلادي، معالم مكة (205) .
[3] من رواية الزهري عند البخاري. انظر ابن حجر، فتح (8/57، 13/182) .
[4] أكرم العمري، المجتمع المدني (194) .
[5] من رواية الزهري عند البخاري: انظر ابن حجر، فتح (8/57، 13/182) .
[6] انظر ابن هشام، سيرة (4/430-431) ، والواقدي، مغازي (3/880-881) .
[7] أكرم العمري،المجتمع المدني (194) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 249
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست