اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 248
عقب فتح مكة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سراياه وبعوثه حولها لإخضاع قبائل الأعراب الحليفة لقريش، والتي كانت تكوِّن كتلة الأحابيش التي شاركت ضمن الجيوش القرشية التي خاضت بدرا وأحدا والخندق ضد المسلمين، وذلك إكمالا لإحكام سيطرة المسلمين على المنطقة ونشر الدعوة فيها، وفتح الطريق أمامهم إلى الطائف ثاني أكبر معاقل الوثنية في الجزيرة العربية آنذاك، والتي كانت تمثل حاجزا أمام نشر الدعوة الإسلامية فيها.
وكان من تلك البعوث (دورية قتال) دعوية، هدفها بني جذيمة[1]، يذكر أهل المغازي أن قوتها كانت حوالي ثلثمائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار[2]، ورجال من بعض القبائل العربية المسلمة كسليم، وبني مدلج بن مرة[3]، وكان بعض كبار الصحابة رضي الله عنهم مثل عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمر، وأبي قتادة، وسالم مولى أبي حذيفة[4]، جنودا ضمن أفراد هذه الدورية التي أُسندت القيادة فيها إلى سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه.
وفي شهر شوال من السنة الثامنة الهجرية، قبيل الخروج إلى حنين، كما يذكر أهل المغازي[5]، تحركت الدورية في مسيرها الاقترابي نحو هدفها. [1] أجمعت مصادر أهل المغازي على أن هذه السرية كانت دعوية. انظر، ابن هشام سيرة (5/428) ، والواقدي، مغازي (3/875) ، وابن سعد، طبقات (2/147) .
وأشار رواية أهل الحديث إلى ذلك ضمن السياق. انظر ابن حجر، فتح (8/57) ، والبنا، الفتح الرباني (21/167) . [2] ذكر ذلك الواقدي، مغازي (3/875) ، وابن سعد، طبقات (2/147) . [3] ذكر ذلك ابن إسحاق في روايته. انظر ابن هشام، سيرة (4/429) في حين لم يذكر الواقدي وكاتبه غير بني سليم معهم. [4] ترددت هذه الأسماء عند كل من: ابن إسحاق، ابن هشام، سيرة (4/430-431) والواقدي، مغازي (3/877-880-881) . [5] انظر ابن هشام، سيرة (4/428) ، والواقدي، مغازي (3/875) وكان الذي حددها بشهر شوال ابن سعد، طبقات (2/147) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 248