اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 166
بعيرهما في فناء شعب من شعابه، وقال عمرو لصاحبه: "انطلق بنا إلى دار أبي سفيان، فإني محاول قتله! فانظر فإن كانت محاولة، أو خشيت شيئا فالحق ببعيرك فاركبه، والحق بالمدينة فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر، وخل عني، فإني رجل عالم بالبلد جريء عليه، نجيب الساق"[1].
ودخلا مكة على حين غفلة من أهلها، وكان عمرو قد أعدَّ خنجرًا حاد النصل لقتال أبي سفيان، فقال له الأنصاري: "هل لك أن نبدأ فنطوف بالبيت أسبوعا[2] ونصلي ركعتين"[3].
فرد عليه عمرو: "أنا أعلم بأهل مكة منك إنهم إذا أظلموا رشوا أفنيتهم، ثم جلسوا بها، وأنا أعرف بها من الفرس الأبلق4"[5] ولكن الأنصاري أصرَّ على رأيه فما زال بعمرو حتى طاف بالبيت سبعا، وصليا ركعتين، ثم خرجا فمرَّا على مجلس من مجالس قريش، فعرف رجل منهم عمرو بن أمية6 "فصرخ بأعلى صوته: هذا عمرو بن أمية"[7] فتبادرتهما أهل مكة "وقالوا: تالله ما جاء بعمرو خيرٌ والذي يُحلف به ما جاءها قط إلا لشر"[8]. وكان عمرو فاتكًا ذائع الصيت في الجاهلية فحشد أهل مكة جمعهم وخرجوا يشتدون في أثره وأثر صاحبه، وهو يقول له: "النجاء، هذا والله الذي كنت أحذر، أما الرجل فليس إليه سبيل فانج بنفسك"[9]. وخرجا يشتدان حتى [1] من رواية الطبري عن ابن إسحاق. تاريخ (2/543) . [2] أي: سبعا. [3] من رواية الطبري عن ابن إسحاق. تاريخ (2/543) .
4 الأبلق: أي الفرس المحجلة، والبلق: سواد وبياض، وارتفاع التحجيل إلى الفخذين. (الصحاح، اللسان، القاموس: بلق) . [5] من رواية الطبري عن ابن إسحاق. تاريخ (2/543) .
6 أوضحت رواية الواقدي وكاتبه ابن سعد اسم هذا الرجل وهو معاوية بن أبي سفيان.
انظر البيهقي، دلائل (3/335) ، ابن سعد، طبقات (2/94) . [7] من رواية الطبري عن ابن إسحاق. تاريخ (2/94) . [8] المصدر السابق. [9] المصدر السابق.
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 166