responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 110
لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك. وهذا هو الذي جعل ابن القيم، والصالحي يصوِّبون رواية الزهري[1]، والغريب أن الواقدي ذكر ذلك في روايته على الرغم من أنه أرخ للسرية في جمادى الأولى سنة ست[2]، والحديبية كانت في ذي القعدة بالإجماع[3] حتى الواقدي أرخ لها في ذي القعدة. كما أن في روايته اضطرابا، فهو يذكر أن أصحاب السرية أسروا أبا العاص[4]. ثم يعود فيذكر أن أبا العاص جاء إلى زينب فاستجار بها[5].
إذًا.. فأنا أعتقد أن الذي اعترض قافلة أبي العاص هو أبو بصير، وأبو جندل وأصحابهما الذين تحشدوا في منطقة العيص الساحلية[6] بعد هروبهم من قريش التي فتنتهم عن دينهم ومنعتهم من تحقيق أمنيتهم في اللحاق بإخوانهم في المدينة، وذلك حسب اتفاقيات صلح الحديبية[7] فكانوا "بين العيص وذي مروة من أرض جهينة، على طريق عيرات قريش، مما يلي سيف البحر، لا يمر بهم عير لقرش إلا أخذوها وقتلوا أصحابها[8] ولا زالوا كذلك

[1] بعد أن ساق رواية ابن إسحاق، والواقدي، وموسى بن عقبة، عقَّب ابن القيم بقوله: "وقول موسى بن عقبة أصوب، وأبو العاص إنما أسلم زمن الهدنة، وقريش إنما انبسطت عيرها إلى الشام زمن الهدنة، وسياق الزهري للسياق بيِّن ظاهر أنها كانت في زمن الهدنة. ابن القيم، زاد المعاد (2/121-122) ، أما الصالحي فقال: "وقول ابن إسحاق أن هذه السرية كانت قبل الفتح يشعر بما ذهب إليه الزهري، وصوَّبه في زاد المعاد، واستظهر في النور. ويؤيد قول الزهري قوله صلى الله عليه وسلم فيما ذكره محمد بن إسحاق، ومحمد بن عمر وغيرهما لزينب: "لا يخلص إليك فإنك لا تحلين له"، فإن تحريم المؤمنات على المشركين إنما نزل بعد صلح الحديبية. الصالحي، سبل (6/137) .
[2] الواقدي، مغازي (2/553) .
[3] انظر الحكمي، مرويات غزوة الحديبية (ص: 28) .
[4] الواقدي، مغازي (2/573) .
[5] المصدر السابق (2/553) .
[6] بكسر العين ومثناة تحتية ساكنة وصاد مهملة، وادٍ لجهينة بين المدينة والبحر يصب في أضم من اليسار من أطراف جبل الأجرد الغربية ومن الجبال المتصلة به، ومن حرار تقع بين أضم وينبع، وفيه عيون وقرى كثيرة. البلادي عاتق غبث، معجم المعالم الجغرافية في السيرة) (ص: 219) .
[7] كان أحد شروط صلح الحديبية: أنه من أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه بغير إذن وليه ردَّه عليهم، انظر: الحكمي حافظ، مرويات غزوة الحديبية (ص: 163) .
[8] من رواية موسى بن عقبة عن الزهري. انظر البيهقي، دلائل (4/173) ، وباقشيش، مرويات ابن=
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست