responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 78
ثانيا: دعوة المعاندين إلى التجرد من المواريث الثقافية التي تبعدهم عن التفكير السليم في التوصل إلى الحقيقة
رد العرب أيديهم في أفواههم ورفضوا دعوة التوحيد متعللين بأنهم وجدوا آباءهم على أمة وأنهم على آثارهم مهتدون, وقد ناقش القرآن الكريم في العهد المكي هذه القضية، وعلى طريقة المنهج القرآني في معالجة القضايا, فقد تصدى إليها, واستوى مناقشا من الجذر الأساسي.
فلم يكن العرب وحدهم هم الذين اخترعوا هذه التعلة: {وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} , بل هي تعلة رددها الذين استحبوا العمى على الهدى، من قبل.

لعلهم يرجعون إلى "لا إله إلا الله" فليتزموا بها كما التزم بها أبوهم إبراهيم وبعث بها إليهم محمد الأمين.
وبذلك وضحت عقيدة إبراهيم ولزمت الحجة للمعادنين وكان ذلك سبيل القرآن في معالجة هذه القضية؛ لأنها سوف تكون المنهاج الدائم مع اليهود في مستقبل الدعوة, إذ هم يدعون أن إبراهيم كان يهوديا أو نصرانيا، وهم كذلك ينتمون إلى أصل إبراهيم, فإذا ما ثبت في مكة أن أصول عقيدة إبراهيم هي التوحيد الخالص كان ذلك حجة على الآخرين مستقبلا ممن يدعون أنهم من ذرية سيدنا إبراهيم, ثم لا يسلمون.
فقد كان إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين فهو منهاج يقرر في مكة ليكون في المدينة أمرا ثابتا لا يحتاج إلى مناقشة أو تدليل.

اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست