اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 593
التشريع ومبادئ الأخلاق وأصول العقيدة ومسائلها، فلما حان فرض الصلاة، عدل الله سبحانه وتعالى عن هذا إلى دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليكون بنفسه في الحضرة الإلهية ليبلغه الله سبحانه وتعالى، بطريق مباشر أمر الصلاة, وكان ذلك إعلانا عن أهمية الصلاة. إنها لم تفرض بالطريق العادي تكريما لها وتشريفا[1].
لقد كانت غاية الحدث الجليل، الإسراء والمعراج تصفية الجماعة الإسلامية التي ستتولى القيادة الراشدة قريبا تجهيزا لنقله بالهجرة من مكة إلى طابة حيث تهاجر العناصر القوية الصادقة التي نجحت بامتياز في هذا الاختيار الدقيق؛ لأنها وحدها يوم أن ينضم إلى منهج التبليغ حد السيف تستطيع أن تبرهن على أن الجهاد بالسيف ليس وراءه طمع مادي, ولا شهرة في شهرة ولا رغبة في اكتساب أرض أو استعمار قطر، وإنما فقط لتكون كلمة الله هي العليا، ولتكون العبودية وظيفة البشر، قد وجدت لها مناخا يحقق فيه الناس عبادتهم لله الواحد القهار.
وكان قدر الله مفعولا واستعدت الجماعة في العام الحادي عشر من البعثة لنقلة تنتظر الإذن من السماء. [1] العبادات ج1 ص189، 190 لم أشأ أن أطرق بحث: هل كان المعراج بالروح والجسد؛ لأنه لا يتعلق بموضوع الدعوة من حيث المناهج والغايات وأن الحديث فيه قد انتهى دون جديد اللهم إلا أن المعارضين إنما يلحظون في البحث حدودهم البشرية, وأنا من ذلك بريء, والحمد لله.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 593