اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 592
وقد شاء الله تعالى أن يشرع تنظيم الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة من عند سدرة المنتهى[1]؛ لأنها فقط العبادة التي تصعد إلى الله مع الملائكة الذين يتعاقبون في الليل والنهار, وهي وحدها، الصلاة التي تحقق العبودية لله، تسجد الجباه والأيدي والركب والأقدام ويسجد القلب والعقل والفؤاد إجلالا وتعظيما وتمجيدا لله رب العالمين، ومنزلة الصلاة رفيعة, تهبط شرعيتها من منزلة تساويها من عند سدرة المنتهى.
إن الصلاة حبل واصل بين الطائعين في الأرض وخالقهم الأعلى والحبل الذي يصل بين الله وعباده هو الذي يرتضيه لهم ونوع الصلاة التي يتعبد بها المسلم لا يملك أن يقترحها إنما تلقى إليه كما يشاء الله, ولهذا انتدب الله عز وجل حبيبه محمدا -صلى الله عليه وسلم- في ليلة الإسراء والمعراج؛ ليوحي إليه تنظيم الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة[2]، إعلانا بما للصلاة من منزلة عند الله, وما لها من منزلة عند الطائعين وما لها من حقوق يجب أن تراعى، وهي الفرض الوحيد الذي لا يسقط عن الصحيح والمريض والمسافر والمجاهد[3]، ولهذا كانت عماد الدين, من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين، وهي الفاصل بين المسلم والكافر، وهي النور الذي يملا القلب والمسجد والبيت، وهي بركة العمر والرزق والعافية والعلم.
يقول شيخنا العارف بالله فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود:
"والصلاة لأهميتها لم تفرض بالطريق العادي لقد كان جبريل عليه السلام ينزل بالوحي مبلغا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قواعد [1] راجع الحلبية ج1 ص298، 302 السيرة لابن هشام ج1 ص243. [2] المواهب ج1 ص307 [3] العبادات ج1 ص191.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 592