اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 436
إن الذي حدث في الأرض وفي الحياة الدنيا ليس خاتمة الحادث وليس نهاية المطاف، فالبقية آتية هناك والجزاء الذي يضع الأمر في نصابه والفصل فيما كان بين المؤمنين والظالمين آت, وهو مقرر مؤكد وواقع في يوم الدين.
وهكذا عرفت الجماعة الأولى في مكة المكرمة, وتعرف كل جماعة بعدها تتحمل نفس الشرف الذي تحملته الجماعة الأولى أن مجال المعركة ليس هو الأرض فما هي إلا جزء بسيط وفي الآخرة خير لمن اتقى وآثر لقاءه ربه, وعندئذ فلا خوف ولا فزع ومرحبا بالموت في سبيل الله {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [1].
ب- العالمية:
من معالم الطريق للدعوة في هذه المرحلة أنها بدأت عالمية، وأن عالميتها كانت بالنص وبالتطبيق.
النص:
مضى فيما نقلته من النصوص أن صاحب الحلبية نقل نصا وهو يشرح مرحلة {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قال فيه:
قال علي: ثم جمعتهم له -صلى الله عليه وسلم- فأكلوا حتى شبعوا وشربوا حتى نهلوا ثم قال لهم: "يا بني عبد المطلب إن الله قد بعثني إلى الخلق كافة وبعثني إليكم خاصة" [2]. [1] من الآية رقم 185 من سورة البقرة. [2] الحلبية ج1 ص322.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 436