responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 435
ويكون من معاني النصر التي يتشرف بها الداعية أنه استعلى على الفتنة وانتصر لعقيدته على الحياة الطاغية وانتصر على أوهام الجسم وجاذبية الأرض, فقد كان في مكة المؤمنين في سورة البروج أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم والخسف بعقيدتهم، ولكن كم كانوا هم يخسرون أنفسهم في الدنيا وفي الآخرة.
وكم كانت البشرية كلها تخسر عندما يقتل معنى زهادة الحياة بلا عقيدة وبشاعتها بلا حرية وانحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد؟ إنه لمعنى كريم جدا ومعنى كبير جدا أن ينهزم الطغاة أمام أرواح الشهداء وإنه لربح كبير جدا ألا تحرق النار عقيدتهم وإن وجدوا مسها في أجسادهم لتنتصر العقيدة ولو حرق الجسد.
وهذا المعنى الجليل نفسه نصر مؤزر للشهداء, وبعد ذلك لهم عند ربهم حساب كريم, ولأعدائهم الطغاة حساب عقيم.
{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ, إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} [1].

[1] الآيتان 10، 11 من سورة البروج.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست