اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 420
قال في المواهب:
كان أبو جهل يقول: ألا تعجبون إلى هؤلاء واتباعهم لو كان ما أتى محمدًا خيرا وحقا ما سبقونا إليه, أفتسبقنا زنبرة إلى رشد؟ [1] لقد كان إسراع الفقراء والموالي إلى الإسلام مغمزا في نظر الكبراء المستكبرين فراحوا يقولون: لو كان هذا الدين خيرا ما كان هؤلاء أعرف منا به ولا أسبق منا إليه, فنحن في مكاننا وسعة إدراكنا وحسن تقديرنا أعرف منهم بالخير.
لقد كان الاعتزاز الأجوف بالمراكز الاجتماعية والمنازل الاقتصادية
حاجبا لهذه الحفنة من الإيمان, وهو تصور لا يتفق مع معايير الإسلام, فإن الحقيقة التي يجاهد الإسلام في تركيزها في تصور البشر أن تستمد الأرض موازينها من الدعوة من السماء من عند الله, وهو أمر عظيم جدا عسير على الناس أن يتقبلوه إلا بمعركة، كانت العقيدة هي بدؤها حتى يخلص الناس لربهم ويتطهروا من قيم الأرض, وجلابيب العادات والتقاليد.
إن الميزان الذي ثقل على القوم هو: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} .
فهي القيمة الحقيقية التي يزن بها الإسلام أقدار الناس, وهي المعيار الذي يتفاضل الناس به, وما سوى ذلك فهو قتاد لا وزن له ولا معنى وإذن فقولهم: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ} تعلة مرتبطة [1] المواهب ج1 ص269.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 420