اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 411
إنهم دائما يتعللون:
{بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [1].
وقد ظهر ذلك في سلوكهم وأقوالهم:
كان عتبة بن ربيعة سيدا في قومه قال لهم يوما وهو جالس في نادي قريش:
يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه, وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها, فنعطيه أيها شاء ويكف عنا, فقالوا له: بلى يا أبا الوليد قم إليه فكلمه[2].
وقام عتبة وعرض ما عرض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا فرغ, قرأ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- آيات من سورة "فصلت" وصغى إليها عتبة جيدا وعاد إلى قومه, وقد هش وجدانه وبش قلبه يتذوق ما لحلاوة الإيمان، ولكنه ما أسلم ولا آمن ولا رضي عنه، لأنه أوثق نفسه بأغلال {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} .
وكذلك شأن الوليد بن المغيرة ريحانة قريش ووحيدها في الشرف والسؤدد, اجتمع إليه نفر من قريش وقد حضر الموسم فقال لهم:
يا معشر قريش إنه قد حضر هذا الموسم، وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه, وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا, فأجمعوا فيه رأيا واحدا [1] الآية رقم 22 من سورة الزخرف. [2] السيرة لابن هشام ج 1 ص 293.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 411