responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 396
قال الواحدي:
سأل أهل مكة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعون, فقيل له:
إن شئت أن تستأتي بهم لعلنا نجتبي منهم وإن شئت أن تؤتيهم الذي سألوا, فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم؟ قال: لا، بل أستأتي بهم, فأنزل الله عز وجل: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [1].
قال السهيلي:
إن التكذيب بالآيات نحو ما سألوه من إزالة الجبال عنهم, وإنزاله الملائكة يوجب في حكم الله ألا يلبث الكافرين بها, وأن يعاجلهم بالنقمة كما فعل بقوم صالح وبآل فرعون، فلو أعطيت قريش ما سألوا من الآيات وجاءهم بما اقترحوا ثم كذبوا لم يلبثوا، ولكن الله أكرم محمدا في الأمة التي أرسله إليهم، إذ سبق في عمله أن يكذب به من يكذب ويصدق به من يصدق وابتعثه رحمة للعالمين، بر وفاجر، أما البر، فرحمته إياهم في الدنيا والآخرة وأما الفاجر، فإنهم أمنوا من الخسف والغرق وإرسال حسبان عليهم من السماء[2].
لهذا فإن الدعوة الإسلامية لم تعتمد على إعجاز مادي؛ لأنها خالدة إلى يوم القيامة, وعامة لكل جيل من البشر في أي مكان على وجه البسيطة.

[1] أسباب النزول ص277، 278، تفسير الطبري ج15 ص157، 108، راجع تفسير المعاني ج15 ص103، 104.
[2] الروض الأنف ج3 ص152، 153.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست