اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 340
وعلى هامش الموضوع فإن السؤال الذي ردده الدكتور هيكل في كتابه:
ومن حق مؤرخ محمد أن يسأل: كيف أمن محمد على أصحابه هؤلاء أن يذهبوا إلى أرض الحبشة, والنصرانية دين أهلها, دين كتاب, ورسولها عيسى يقر الإسلام رسالته, ثم لا يخاف عليهم فتنة كفتنة قريش, وأن تكون من نوع آخر[1] يبدو في غير محله؟
والجواب عليه أن الحبشة لها دين وكتاب، ولكن أهلها, وجانب من قساوستها كانوا ينتظرون هذه البعثة المحمدية، ولقد خضلوا اللحى من دمع عيونهم لما قرأ عليهم جعفر سورة مريم, فالمقاييس التي يقاس بها السؤال هي مقاييس عصر المسيحية الاستعمارية الصليبية لا الدين السمح الذي كان أهله ينتظرون محمدا رسولا خاتما كما عرض في مرحلة التمهيد, ومواقف بحيرا ونسطورا.
إن عبارة النجاشي:
مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله، فإنه الذي نجد في الإنجيل، وإنه الذي بشر به عيسى بن مريم، انزلوا حيث شئتم والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه وأمر بهدايا الآخرين فردت إليهم[2]. [1] حياة محمد ص156 راجع ص44، 45 من كتاب الجهاد في الإسلام ففيه توضيح دقيق في مقابل ما أثاره الدكتور هيكل في كتابه المذكور. [2] الوفا ج1 ص197، دلائل النبوة للبيهقي ج2 ص67، السيرة لابن كثير ج2 ص10.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 340