اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 322
إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يأل جهدا في توصيل دعوة الله إلى العرب.
فقد أتى كلبا في منازلهم فدعاهم إلى الله, وعرض عليهم نفسه حتى إنه ليقول لهم: "يا بني عبد الله إن الله عز وجل قد أحسن اسم أبيكم" , فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم.
وأتى بني حنيفة في منازلهم فدعاهم كذلك إلى الله, وعرض عليهم نفسه فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه ردا منهم[1].
كذلك عرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه على بني عامر فدعاهم إلى الله عز وجل, ولكنهم أرادوا أن يتخذوا الدعوة فيما بعد ملكا عضودا لهم, فرفض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ابن هشام: فقال رجل منهم يقال له "بيحرة بن فراس" والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش؛ لأكلت به العرب, ثم قال: أرأيت
إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: "الأمر إلى الله حيث يشاء"، قال: فقال له: أفتهدف نحورنا للعرب دونك, فإذا أظهرك الله كان أمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك فأبوا عليه[2]. [1] السيرة لابن هشام ج1 ص242، راجع الوفا ج1 ص215, تاريخ الطبري ج2 ص349، الحلبية ج2 ص3، 4 السيرة لابن كثير ج2 ص157، 159. [2] السيرة لابن هشام ج1 ص424، 425، تاريخ الطبري ج2 ص350.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 322