اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 31
فقد أدرك ببصيرة المسلم أن الدعوة الإسلامية، بتركيبها لا تنسجم ولا ينبغي أن تنسجم مع قيود المنطق واحترازاته فأطلقها من هذا العقال لأنها ربانية في وجهتها ومنهاجها.
إنها ربانية في كل شيء يتصل بها والمنطق الأرسطي بشرى في كل شيء.
ولهذا فقد عرفها الأستاذ البهي الخولي بتعريف خاص بعيد عن قيود المنطق فقال:
"هي نقل الأمة من محيط إلى محيط"[1].
ثم يعلل ذلك بقوله:
"ومن ظنها غير ذلك فقد جهل نفسه ورسالته"[2].
إن الذاتية الإسلامية هي الموقف الطبيعي الذي يجب أن يمارسه وأن يلتزمه المسلم العادي بله الداعية ولعل في الحديث الشريف: "رضيت بالله تعالى ربا، وبالإسلام دينا، وبسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا ورسولا" [3].
ما يلزم المسلم باتباع هذه الذاتية، اتباعا في التفكير، وفي السلوك، وفي المشاعر، وفي البحث، ويزكي هذا الاتجاه قول الرسول -صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده، وولده، والناس أجمعين" [4]. [1] تذكرة الدعاء ص30 الأستاذ البهي الخولي. [2] تذكرة الدعاء ص30، 31. [3] في رواية أبي داود: "من قال إذا أصبح، وإذا أمسى: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا ورسولا، إلا كان حقا على الله أن يرضيه". [4] أخرجه البخاري ومسلم.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 31