اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 284
وهل القرائن التي كانت مصدر شهادة ورقة لديها تفرقة بين النبي والرسول؟ مع العلم بأن التفرقة حديثة لما دخل لسان أرسطو في لغة العرب فأفسد منطق المسلمين[1].
ولقد عقد القاضي عياض رضي الله عنه في كتاب الشفا فصلا عن النبوة والرسالة, وذكر اختلاف العلماء التقليدي في حقيقة النبي والرسول[2]، وسار فيه على النمط الذي سلكه علماء الكلام مع أنه قد ذكر في جملة عابرة له معنى لطيفا لو سار عليه في توضيح مفهوم النبوة والرسالة, لكان أقرب للذاتية الإسلامية؛ لأنه يفيد الوحدة بين الرسالة والنبوة, وكان أبعد عن لسان أرسطو الذي جهل الناس به.
قال القاضي عياض:
وحط الله عنه عهدة أعباء الرسالة والنبوة لتبليغه للناس ما نزل إليهم.
ففي العبارة توضيح لمصدر الإرسال ولوظيفته.
فالنبوة تأخذ عن الله الوحي.
والرسالة تبلغ الناس ما جاءهم من عند الله.
وكذلك هو اتحاد الماصدق والمفهوم من حيث التبليغ, إذ هو يحتاج إلى مصدر يأخذ عنه وجهة ينقل إليها, وذلك هو ما يفهم من تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- "نبي" بمعنى "رسول" في حديث [1] الإسلام والعقل ص43، 48. [2] الشفا ج2 ص451، 454، ج1 ص146، 317.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 284