responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 261
وليس ذلك هو الهدف ولا هو المنهج كذلك، ولذلك أكد القرآن في هذا العهد المكي ضرورة التحلي بالصبر كمنهج، وهو صبر إيجابي يزاول أعمال الدعوة مع التحمل لأذى الكافرين.
ماذا يكون يا ترى لو وقعت المعارك في كل بيت؟ أيكون هذا هو الإسلام؟ أيكون ذلك هو الهدف الذي يدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم؟
لقد قيلت دون حرب أو مقتلة أو معركة: إن محمدا يفرق بين المرء وزوجه.
لقد قيلت مع الأمر بالكف عن القتال، لقد قيلت مع الأمر بالتزام الصبر فماذا يقال يا ترى لو أن القرآن الكريم أذن بالقتال في هذا العهد؟ هنا تبرز حكمة التذرع بالصبر كواحدة من أساسيات العمل مع الجماعة وهذا هو الداء الذي تعانيه الدعوة الإسلامية في العصر الحديث.
إنه لا بد من مرحلة طويلة يبرز فيها بالسلوك العملي، أن دعوة الإسلام دعوة لخير الإنسان ولكرامته وعزته واحترامه، ولن تبرز هذه المعالم، إلا إذا صفى الدعاة أنفسهم من كل شبهة تعوق هذه المعالم عن الظهور، ولهذا يتكرر الأمر بالصبر في السور المكية على النحو الذي ذكرنا له نماذج، ليعلم المشتغلون بالدعوة الإسلامية أن من منهج العمل مع الجماعة لتبليغ الدعوة "الصبر الطويل" الذي يمكن الغير من التعرف على امتيازات الإسلام.

اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست