اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 245
وما أحوج الدعوة الإسلامية في العصر الحديث إلى هذا المستوى من العمل ينجذب إليها الناس كافة, إذ يسمعون عنها سلوكا مطبقا ووجودا عيانا فيه الخلاص والطمأنينة والأنس والسعادة, تعلو فيه أسماء الله الحسنى, وتخضع فيه النفوس كلها لجلال الله العظيم.
سابعا: السلوك المطابق للمبادئ
"أفرغت يا أبا الوليد؟ ".
بهذا الأدب الجم واستعمال الكنية في مخاطبة عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وبنداء رخي هادئ يتحدث الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى عتبة مجيبا عليه بعد أن تحدث طويلا, وأفرط في الحديث, وذكر كلاما يثير الحليم ويهيج العفيف ويغضب الحر. لقد تحدث عتبة بكلام بذيء غير موقر، لقد عرض فيما عرض على النبي -صلى الله عليه وسلم:
"أيها الرجل إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا وأخذا.
وإن كان إنما بك من الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا"[1].
هذا عرض رجل جاهل لا يعرف أقدار الناس, ولا منازل الرجال, فقد عرفت قريش محمدا -صلى الله عليه وسلم- في شبابه أعف الرجال [1] الروض الأنف ج3 ص149، الخصائص الكبرى ج1 ص283, الوفا بأحوال المصطفى ج1 ص201.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 245