اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 243
ذلك في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمن لقوا من الناس وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانتشر ذكره في بلاد العرب كلها[1].
وفي الخصائص عن مسلم عن أبي ذر قال: انطلق أخي أنيس إلى مكة ثم أتاني فقال: لقيت رجلا بمكة يزعم أن الله أرسله، قلت: ما يقول الناس؟ قال: يقولون: إنه شاعر وساحر وكاهن، وكان أنيس أحد الشعراء فقال: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وصفت قوله على أقراء الشعراء, فوالله ما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر, ووالله إنه لصادق وإنهم لكاذبون[2].
فساعدت قريش بهذه المعارضة على توسيع رقعة الاستقطاب، والناس فطريا مجبولون على حب الاستطلاع، وكل قاطن في بيته بعيد عن الجاذبية القرشية, فهو طليق التفكير من ضغط العادات, وجاذبية التقاليد, فسوف يفكر بأسلوب سليم نقي من غوغائية الجهالة الجاهلة التي يعيش, فيها أبو جهل والوليد وعتبة والنضر وأبو سفيان والأخنس بن شريق.
لقد آمن ضماد من أزد شنوءة ومثيله في الصحة النفسية والسلامة العقلية الطفيل بن عمرو من أول مرة يستمعون فيها إلى آي الذكر الحكيم وقد جاءوا من بعيد, كما آمن معهم وفد نجران الذي قال لأبي جهل وهو يسفه عليهم: سلام عليكم. [1] يتصرف ابن هشام ج1 ص271، 272. [2] الخصائص ج1 ص287، وراجع الشفا ج2 ص498, راجع مسلم ج4 ص1920 تخريج المرحوم الأستاذ عبد الباقي.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 243