اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 192
لقد عاش معهم الحياة الاجتماعية في مستواها العفيف.
وعاش معهم الحياة السياسية في مستواها العادل الواضح.
وعاش معهم الحياة الاقتصادية في مستواها الأمين الحلال.
ومع هذا فما سجد لصنم قط، ولا حلف باللات والعزى، ولا احتفل بعيد لهم, ولا شرب لهم خمرا, ولا طعم لهم ذبيحة ذبحوها على النصب[1].
لقد عصمه الله جل شأنه منذ اختاره لهداية البشر رسولا مبشرا ونذيرا.
لقد كانت لديه ممارسة كاملة بالجانب الرفيع من ثقافة المجتمع, وكانت عنده حصانة فطرية لا يقدر معها على الانجذاب إلى ثقافة لا تتفق مع سويته التي خلق ليكون للعالمين نذيرا.
فهو لم يندمج كليا فيغامس حياة المجتمع كلها.
ولم ينعزل عنها فيجهلها كلها.
لقد كان موجودا في أوساطها لا في وسطها, فهو في المجتمع يشترك مع فضليات الأخلاق, وعظام الأمور, وهو في المجتمع يرى وينأى عن شرور البشر. [1] تاريخ الأمم الإسلامية ج1 ص65 الشيخ محمد الخضري ط ثامنة 1382هـ, ابن هشام ج1 ص183, الطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص155, الدلائل للبيهقي ج1 ص313-315, السيرة لابن كثير ج1 ص250-252, راجع الخصائص الكبرى للسيوطي ج1 ص221-226، 227-246, الشفا شرحي: نسيم الرياض وعلي القاري ج3 ص279-280.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 192