اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 176
لقد ابتدءوا بالإشارة إليه باللقب الذي منحوه إياه ثم أعقبوه باسمه الشريف الكريم ثم ارتضوا أي شيء يحكم به بينهم، فقد عرفوه عادلا منصفا لا يداري ولا يماري فأسلموا له القيادة والقيادة، فقالوا: أتاكم الأمين فقاموا له فوضعه في ثوب، ثم دعا بطونهم فأخذوا بنواحيه معه، فوضعه هو صلى الله عليه وسلم، وأشهدوا التاريخ على أنفسهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم[1] قبل البعثة هو الأمين عليهم في مدلهمات الأمور.
ويسجل الشعر العربي هذه الحادثة بانفعالاتها وتوجساتها والخوف من سوء عاقبتها فيقول هبيرة بن أبي وهب المخزومي:
تشاجرت الأحياء في فصل خطة ... جرت بينهم بالنحس من بعد أسعد
تلاقوا بها بالبغض بعد مودة ... وأوقد نارا بينهم شر موقد
فلما رأينا الأمر قد جد جده ... ولم يبق شيء غير سل المهند
رضينا وقلنا العدل أول طالع ... يجيء من البطحاء من غير موعد
ففاجأنا هذا الأمين محمد ... فقلنا رضينا بالأمين محمد2 [1] من حديث رواه أحمد والحاكم وصححه, راجع الفتح الرباني ج20 ص200.
2 راجع السيرة النبوية لابن هشام تحقيق شلبي، السقا الإبياري ج1 ص197 حاشيته.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 176