اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 117
وتحس به الأسرة إذا ازدوجت فيها الإرادة المنظمة، وتحس به الدولة إذا تعددت فيها الرياسة، وذلك الإحساس في الواقع البشري إحساس فطري, فما بال هذا الكون عاليا وسافلا وقد أودع من القوانين ما تربط بين أجزائه قوة واحدة صانتها إرادة نافذة واحدة، هي إرادة إله وحد، أتستقر أمور هذا الكون لو تعددت الإرادات النافذة لتعدد الآلهة.
أيعيش الفرد متصفا بالاتزان عند الناس إذا عرف عنه التردد لتعدد إرادته نحو: هل يفعل أولا يفعل؟
أتسعد الأسرة إذا ازدوجت فيها إرادة التنظيم؟
وإذن فكيف يكون العالم علوية وسفلية إذا تعددت الإرادات بتعدد الآلهة؟ {فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} .
إن الفطرة السليمة البريئة من أمراض المواريث الاجتماعية لتشهد شهادة فطرية بوحدة الناموس للوجود كله، ووحدة الإرادة النافذة التي أوجدته ووحدة الخالق المدبر لهذا الكون المنسق المنظم المرتب الذي لا يطرأ عليه خلل ما دام في رعاية الله[1].
{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [2].
وإذن يأتي التكليف الطبيعي للبشرية عامة. [1] راجع في ظلال القرآن ج17 ص20، 21. [2] الآية رقم 41 من سورة فاطر.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 117