اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 110
الناموس الطبيعي الذي خلقه وقدره جل جلاله لنزول المطر بهذا القدر الذي توجد به الحياة، فأنبتنا به حدائق ذات بهجة، والالتفات هنا إلى المتكلم دون إيراد الضمير لنفي شبهة عودة الضمير إذا ذكر على غير الخالق الأعظم الفرد الصمد الواحد الأحد.
وتدبر آثار الإبداع الإلهي في الحدائق كفيل بتمجيد الصانع الذي أبدع هذا الجمال العجيب فأمواج من الألوان تتداخل في خطوط متشابكة متناسقة, ووريقات تنظيم متكاثفة مرتبة منمقة تتقاصر دونها عبقرية الفن حديثا وقديما فضلا عن سر تعدد الألوان في الزهرة وفي الورقة الواحدة، ونمو الحياة في الشجر والجذور والأغصان {مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا} فما يزال سر الحياة في النبات بل وفي الإنسان مستغلقا على المتخصصين فما يملك واحد منهم أن يقرر كيف جاءت هذه الحياة إلى الزهرة أو الحشرة أو الحيوان أو الإنسان فهل مع الخالق الأعظم إله؟ أإله مع الله؟ وإذن فلم يعدلون ويسوون في العبادة بين الخالق الأعظم، وما يزعمون من إشراك؟
والأرض التي جعلها الله قرارا للحياة لو تغير وضعها من الشمس أو من القمر أو تغير شكلها أو حجمها أو دورانها أو محورها أو تغيرت عناصر الجو فيها.
لما كانت الأرض صالحة للحياة والأنهار والرواسي فيها عوامل النماء والحياة وعوامل الاستقرار والثبات[1]. [1] راجع: العلم يدعو للإيمان. تأليف كريس موريسون ترجمة محمود صالح الفلكي 1954م النهضة ص53، 55، راجع قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن لفضيلة الشيخ نديم الجسر ص315، 323 ط ثالثة, راجع كذلك: إعجاز القرآن والاكتشافات الحديثة للمهندس عبد الرحمن شاهين ص10.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 110