responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 109
من يبدأ الخلق ثم يعيده؟
ثم يرزقكم من السماء والأرض؟
وفي كل مرة يسأل القرآن يقرعهم باستفهام يحوي جميع معاني الاستفهام فهو تقريع للمعاندين، وهو تقرير للموقنين، وهو إرشاد للطالبين {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} .
وبحكم عقيدتهم لا يملكون جوابا يردون به أن هناك مع الله إلها يفعل هذا، وإذن فلماذا تكثر الأرباب من دون الله؟
إن السموات والأرض حقيقة قائمة لا يملك المعاندون إنكارها, ولا ادعاء مشاركة الأصنام والكواكب والجن والملائكة، وما يشركونها في العبادة في خلقها، فالبداهة تصرخ في وجه هذا الادعاء وترده وترفضه، بل ما كان واحد من المشركين يزعم أن هذا الكون قائم بنفسه كما يدعي التافهون في العصر الحديث، وإذن فخلق السموات والأرض على هذا النحو فيه القصد والإبداع, وفيه كذلك التدبير, ويظهر فيه التناسق المطلق الذي لا يمكن أن يكون فلتة ولا مصادفة، وهو فيه التناسق المطلق الذي لا يمكن أن يكون فلتة ولا مصادفة، وهو تناسق ملجئ بذاته والتفكر فيه إلى الإقرار بوجود الخالق الواحد, تتضح وحدانيته في آثاره فإن هذا التصميم والتناسق والتدبير لهذا الكون, لا تعدد في طبيعته, ولا تعدد في اتجاهه, ولا تعدد في مصدره, فلا بد وأن يكون صادرا عن إرادة واحدة غير متعددة, إرادة قاصدة لا يفوتها القصد في الكبير ولا في الصغير.
والماء النازل من السماء حقيقة كذلك يستحيل على المعاندين أن ينكروها ولا يمكن لهم تعليلها بغير الإقرار والإذعان بخالق مدبر وفق

اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست