responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدرر في اختصار المغازي والسير المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 166
بَين الْمُهَاجِرين لأَنهم إِذْ قدمُوا الْمَدِينَة شاطرتهم الْأَنْصَار ثمارهم، وعَلى ذَلِك بَايعُوا لَيْلَة الْعقبَة على نصرته ومواساة أَصْحَابه. فَرد الْمُهَاجِرُونَ على الْأَنْصَار ثمارهم.
وَلم يسلم من بني النَّضِير إِلَّا رجلَانِ: يَامِين بْن عُمَيْر بْن كَعْب بْن عَمْرو بْن جحاش، وَأَبُو سعيد بْن وهب، أسلما فأحرزا أموالهما. وَذُكِرَ أَن يَامِين بْن عُمَيْر جعل جعلا لمن قتل ابْن عَمه عَمْرو بْن جحاش لما هم بِهِ فِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَنزلت سُورَة الْحَشْر فِي بني النَّضِير[1]، قَالَ عز وَجل: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ [2] الْحَشْرِ} إِلَى قَوْله: {لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ} إِلَى قَوْله: {وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمين} فَكَانَ إجلاء بني النَّضِير أول الْحَشْر فِي الدُّنْيَا إِلَى الشَّام، وَلذَلِك قيل الشَّام أَرض الْحَشْر[3].
غَزْوَة [4] ذَات الرّقاع
ثمَّ أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد إجلاء بني النَّضِير بِالْمَدِينَةِ شهر ربيع الآخر وَبَعض جُمَادَى الأولى صدر[5] السّنة الرَّابِعَة بعد الْهِجْرَة. ثمَّ غزا نجدا يُرِيد بني محَارب وَبني ثَعْلَبَة بْن سعد بْن غطفان، وَاسْتعْمل على الْمَدِينَة أَبَا ذَر الْغِفَارِيّ، وَقيل: بل اسْتعْمل يَوْمئِذٍ عَلَيْهَا عُثْمَان بْن عَفَّان، وَالْأول أَكثر.
ونهض عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى نزل نخلا[6]. وَإِنَّمَا سميت هَذِه الْغَزْوَة ذَات الرّقاع لِأَن

[1] أوضحت هَذِه السُّورَة قصَّة بني النَّضِير وحصار الرَّسُول لَهُم ووسوسة ابْن أبي وَالْمُنَافِقِينَ لَهُم بِأَنَّهُم سيقفون فِي جانبهم وَمَا كَانَ من جلائهم وتخريبهم لبيوتهم بِأَيْدِيهِم.
[2] قيل المُرَاد بِأول الْحَشْر حشرهم من الْمَدِينَة، ثمَّ كَانَ حشرهم الثَّانِي من خَيْبَر إِلَى الشَّام على نَحْو مَا سنعرف فِي غَزْوَة خَيْبَر وَقيل أَن المُرَاد هَذَا الْحَشْر فِي الدُّنْيَا ثمَّ يَلِيهِ حشر الْآخِرَة، وَقيل: بل نَار تَحْشُرهُمْ من الْمشرق إِلَى الْمغرب.
[3] انْظُر الرَّوْض الْأنف 2/ 177.
[4] انْظُر فِي غَزْوَة ذَات الرّقاع ابْن هِشَام 3/ 213 وَابْن سعد ج2 ق1 ص43 وأنساب الإشراف 1/ 163 وصحيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ 12/ 17 وتاريخ الطَّبَرِيّ 2/ 555 وَالْبُخَارِيّ 5/ 113 وَابْن حزم ص182 وَابْن سيد النَّاس 2/ 52 وَابْن كثير 4/ 83 والنويري 17/ 158 والسيرة الحلبية 2/ 353.
[5] قيل: كَانَت فِي الْمحرم من السّنة الرَّابِعَة وَهُوَ قَول ضَعِيف. وَكَانَ السَّبَب فِيهَا مَا سَمعه رَسُول الله من تجمع بني محَارب وَبني ثَعْلَبَة لحربه.
[6] هَكَذَا فِي ابْن هِشَام وَفِي الأَصْل ور: نَخْلَة. ونخل من منَازِل بني ثَعْلَبَة بِنَجْد على يَوْمَيْنِ من الْمَدِينَة.
اسم الکتاب : الدرر في اختصار المغازي والسير المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست