اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 88
وقراءة القران ... » الحديث [1] ، وهذا يقتضي منهجيا: أن تقوم خطط المؤسسات القرانية الرسمية وغيرها على جعل المسجد هو المكان النموذجي للإقراء، وفي حالة التوسع لا مانع من جعل دور القران دائرة حول المسجد أو ملتصقة به بطريقة أو بأخرى.
هل الإقراء منحصر في المسجد؟:
وكون المسجد هو المكان النموذجي لتعلم القران وتعليمه، لا يمنع ذلك من قراءة القران في أي مكان، وعلى أي حال، ويدل على ذلك حديث عبد الله ابن مغافل رضي الله عنه حيث قال: «رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقرأ وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة يقرأ وهو يرجع» [2] ، ففيه دليل على «ملازمته صلّى الله عليه وسلّم للعبادة لأنه حالة ركوبه الناقة وهو يسير لم يترك العبادة بالتلاوة» [3] ، وقد بوب البخاري لذلك: «باب القراءة على الدابة» [4] أي لراكبها، «وكأنه أشار إلى الرد على من كره ذلك» ، وقال ابن بطال: «إنما أراد بهذه الترجمة أن في القراءة على الدابة سنة موجودة، وأصل هذه السنة قوله سبحانه وتعالى: لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ (الزخرف: 13) » [5] ، فالأمر واسع في اتخاذ أماكن الإقراء، وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إن البيت الذي يقرأ فيه القران يكثر خيره والبيت الذي لا يقرأ فيه القران يقل خيره» [6] ، فالأصل أن كل مكان [1] مسلم (1/ 236) ، مرجع سابق. [2] البخاري (4/ 1925) ، مرجع سابق. [3] فتح الباري (9/ 92) ، مرجع سابق. [4] البخاري (4/ 1921) ، مرجع سابق. [5] فتح الباري (9/ 83) ، مرجع سابق. [6] عبد الرزاق (3/ 369) ، وله شواهد أخرجها صاحب لمحات الأنوار (1/ 280) ، برقم (353) وما بعده، مرجع سابق.
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 88