اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 59
إقراؤه صلّى الله عليه وسلّم للجن:
حتى أقرأ الجن القران كما فعل مع الإنس فهو مرسل إلى الثقلين: فقد سئل علقمة تلميذ ابن مسعود: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة الجن؟
قال فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا ولكنا كنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة، ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير أو اغتيل. قال: فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا: إذا هو جاء من قبل حراء، قال: فقلنا: يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم؟ فقال: «اتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القران» [1] ومعنى عدم حضوره الوارد في قوله: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ووددت أني كنت معه [2] أي قربه مع النبي صلّى الله عليه وسلّم في المكان ذاته.
وقد بين النبي صلّى الله عليه وسلّم أن داعي الجن جاءه فأمره الله بالإجابة كما في رواية لابن حبان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أمرت الليلة أن أقرأ على الجن واقفا بالحجون» [3] .
وقد اهتم الجن لذلك وفرحوا به حتى كادوا يكونون عليه لبدا فعن ابن عباس رضي الله عنه في الاية قال: «لما سمعوا النبي صلّى الله عليه وسلّم يتلو القران كادوا يركبونه من الحرص لما سمعوه ودنوا منه ... وهو يصلي بأصحابه يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده، فعجبوا من طواعية أصحابه فقالوا: لقومهم لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ [1] مسلم (1/ 332) ، مرجع سابق، وتتمته: قال: فانطلق بنا فأرانا اثارهم، واثار نيرانهم ... ) . [2] مسلم (1/ 333) ، مرجع سابق. [3] موارد الظمان إلى زوائد ابن حبان (1/ 438) .
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 59