اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 47
وكما أن القران بلاغ فهو بيان لسائر المكلّفين من النّاس من عرف لغة العرب منهم ومن لم يعرف، «وإن كان من لا يعرف لغة العرب يحتاج إلى أن يعرف معناه بلغته وينقل إلى لسانه» كما في قوله سبحانه وتعالى: هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ (ال عمران: 138) ، وقال سبحانه وتعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (التكوير: 27) فلما كان يخبرهم عن القران إنما كان يخاطبهم به عنه حتى كأنه بدهية معروفة بينهم، يعلمونها، ويعلمون حدودها كما لو كانت أسماءهم [1] .
ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلّم انقطع الوحي كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الان بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال: إن سريرته حسنة» [2] ... وانقطاعه يعني كمال المنزل، وضرورة إبلاغه للعالمين، فالانقطاع دليل الكمال.
2- تكرير ذكره في مقام الإيصاء: ويتضح ذلك بذكره له في مقام الإيصاء ...
فلا يوصيهم بمجهول فعن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «أبشروا وأبشروا أليس تشهدون ألاإله إلا الله وأني رسول الله؟» قالوا: نعم قال: «فإن هذا القران سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا» [3] ، وعن زيد بن أرقم قال:
قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خمّا بين مكة والمدينة، فحمد الله، [1] أتى الباحث في هذا المقام باية مكية، واية مدنية اختصارا وللدلالة على المراد. [2] البخاري (2/ 934) ، مرجع سابق، ووردت مثل هذه العبارة عن أم أيمن فيما رواه مسلم (4/ 1907) . [3] ابن حبان بترتيب ابن بلبان (1/ 329) ، وصححه الألباني في: صحيح الجامع الصغير (1/ 69) .
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 47