اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 442
التلفيق بين القراات المتناقلة:
ولأن الكل من عند الله، فإن للقارئ أن يلفق بين القراات بشرط عدم تركيب قراءة جديدة لم يقرأ بها، وقد قرر ابن العربي- رحمه الله تعالى- أن للقارئ أن يقرأ القران بأي قراءة متناقلة، ولا «يلزم أن يعيّن المقروء به منها، فيقرأ بحرف أهل المدينة، وأهل الشّامّ، وأهل مكّة، وإنّما يلزمه ألا يخرج عنها، فإذا قرأ اية بحرف أهل المدينة، وقرأ الّتي بعدها بحرف أهل الشّام كان جائزا، وإنّما ضبط أهل كلّ بلد قراءتهم بناء على مصحفهم، وعلى ما نقلوه عن سلفهم، والكلّ من عند الله» [1] ، فإذا «ابتدأ بقراءة أحد القراء، فينبغي أن يستمر على القراءة بها ما دام مرتبطا، فإذا انقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أحد من السبعة، والأولى دوامه على الأولى في هذا المجلس» [2] ، «وهذا معنى ما ذكره أبو عمرو بن الصلاح في فتاويه» ، وقال الأستاذ أبو إسحاق الجعبري: «والتركيب ممتنع في كلمة وفي كلمتين إن تعلق أحدهما بالاخر وإلا كره» [3] ، وبين ابن الجزري تفصيل الجواز، والتفريق بين مقام القراءة للقران مطلقا ومقام الرواية المقيدة فقال: «إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الاخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ (البقرة: 37) بالرفع فيهما أو بالنصب اخذا رفع ادم من قراءة غير ابن كثير ورفع كلمات من قراءة ابن كثير ... بما لا تجيزه العربية ولا يصح في اللغة، وأما ما لم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضا من حيث إنه كذب في [1] أحكام القران لابن العربي (4/ 358) ، مرجع سابق. [2] التبيان في اداب حملة القران للنووي ص 49، مرجع سابق. [3] النشر في القراات العشر (1/ 18) ، مرجع سابق.
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 442