اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 320
وأثنى الله سبحانه وتعالى على المؤمنين لما قالوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ (الأحزاب: 22) ، وذلك أنهم استحضروا إخبار الله عزّ وجلّ بنصر المؤمنين في الايات المختلفة، وإخبار النبي صلّى الله عليه وسلم لهم بهزيمة الأحزاب وذلك وحي لا غير.
وكان هذا ديدن العلماء عند ذكر كلام لله سبحانه وتعالى يقتضي المقام منهم إظهار هذه الكلمة، قال القرطبي عند قوله سبحانه وتعالى: وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (الذاريات: 22) «فإنا نقول صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم وأن الرزق هنا المطر» [1] .
وقد تعلم الصحابة رضي الله عنهم هذا من نبيهم صلّى الله عليه وسلم فكانوا يرددون التصديق بصفة خاصة عند استحضار شيء من كلام الله سبحانه وتعالى:
1- فقد فعل ذلك علي رضي الله عنه لما رأى الرجل المخدج بين قتلى الخوارج ثم قال: صدق الله وبلغ رسوله [2] وكان هذا ديدنه رضي الله عنه، فقد قالت عائشة:
قالت: أجل صدق الله ورسوله يرحم الله عليا إنه كان من كلامه لا يرى شيئا يعجبه إلا قال صدق الله ورسوله فيذهب أهل العراق فيكذبون عليه ويزيدون عليه في الحديث [3] ، وفي هذا دليل على التفوه بما يدل على تنزيه الله وتعظيمه وتصديقه عند رؤية ما يعجب من خبر الله عزّ وجلّ ورسوله صلّى الله عليه وسلم، فما يفعل المرء بالخبر الأعجب- القران الكريم-؟.
2- وقال معاوية- وهو من كتاب النبي صلّى الله عليه وسلم- لما حدثه رجل بحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن أول ثلاثة الذين تسعر بهم النار بعد أن بكى معاوية بكاء شديدا فقال: «صدق الله ورسوله مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ [1] القرطبي (13/ 15) ، مرجع سابق. [2] مسلم (2/ 742) ، مرجع سابق. [3] الضياء في المختارة (2/ 225) ، مرجع سابق.
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 320