اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 295
حسن الصوت راغبين عن السنة فذمّوا فلذا بادر الموت، «وليس من ذلك من يحسن صوته ليرق قلبه، أو قلوب سامعيه في شيء حتى لو اجتمع مستحقان للإمامة وأحدهما حسن الصوت يقدم على الذي ليس معه حسن الصوت، فلا تعارض كيف وقد وصفه الله تعالى بأنه لا ينطق عن الهوى وعن عمر بن الخطاب أنه كان إذا رأى أبا موسى قال: ذكرنا يا أبا موسى فيقرأ عنده وكان حسن الصوت» [1] .
ثالثا: علم النبي صلّى الله عليه وسلم أصحابه قراءة القران بلحون العرب وعاداتها في التنغيم، ونهاهم عن قراءته باللحون التي يستخدمها أهل الفسق والكبائر:
فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «اقرؤا القران بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الكتابين وأهل الفسق فإنه سيجيء بعدي قوم يرجعون بالقران ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم» [2] ، والذي ذكره ابن الأثير في النهاية في رواية هذا الحديث أنه «وإياكم ولحون أهل العشق» [3] .
فقوله: «اقرؤوا القران بلحون العرب» أي تطريبها «وأصواتها» أي ترنماتها الحسنة التي لا يختل معها شيء من الحروف عن مخرجه؛ لأن القران لما اشتمل عليه من حسن النظم، والتأليف والأسلوب البليغ اللطيف يورث نشاطا للقارئ [1] معتصر المختصر (2/ 282) ، مرجع سابق. [2] الطبراني في الأوسط (7/ 183) ، شعب الإيمان (2/ 540) ، مرجعان سابقان، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 169) ، مرجع سابق: «وفيه راو لم يسم وبقية أيضا» ، وفي فيض القدير (2/ 66) : «رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي من حديث بقية عن الحصين الفزاري عن أبي محمد عن حذيفة» ، قال ابن الجوزي في العلل: «حديث لا يصح وأبو محمد مجهول وبقية يروي عن الضعفاء ويدلسهم» قال الهيثمي: «فيه راو لم يسم وفي الميزان تفرد عن أبي حصين بقية وليس بمعتمد والخبر منكر» . [3] النهاية (4/ 242) ، مرجع سابق.
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 295