اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 290
ولأن الترجيع والتحبير يعتبران من الأنواع الخاصة للتغني بالقران الكريم فإن هذا يقود البحث إلى الكلام عن القراءة بالألحان، وهو ما خصصنا له المطلب الرابع لأهميته.
المطلب الرابع: القراءة بالألحان[1] :
وسبب إيراد هذه المسألة أنها «مبنية على أساس تحسين الصوت بالقران» [2] .
الدلالة اللغوية للحن في هذا الباب:
لا يعدو معنى اللحن في اللغة- من هذه الجهة- أن يكون الصوت المغنّى على نسق منضبط محدد مستملح دون أن يتبادر إلى الذهن أن تصحبه أدوات المعازف كما هو الشائع في لغة الناس اليوم؛ فاللّحن هو الغناء وترجيع الصوت والتّطريب، والتطريب هو تطريب المراد به تقطيع الصوت بالأنغام دون صحبة الة أو معها [3] ويشهد له قول الشاعر:
لقد تركت فؤادك مستجنّا ... مطوّقة على فنن تغنّى
يميل بها، وتركبه بلحن ... إذا ما عنّ للمحزون أنّا
فلا يحزنك أيام تولّى ... تذكّرها، ولا طير أرنّا «4»
وظهر من هذا أن اللحن والترنم والتغني هو ترديد الكلام المقفى الموزون على هيئة منضبطة، وقوانين خاصة، دون علاقة له بأصوات المعازف. [1] أشار إلى هذا الموضوع، كثرة من مؤلفي علم التجويد والتفسير، ويدرجونه ضمن موضوع أعم منه هو أنواع القراءة الممنوعة، انظر- مثلا-: التمهيد ص 55، مرجع سابق. [2] انظر: الشريعة الإسلامية والفنون ص 307- 318، مرجع سابق. [3] حاشية الدسوقي على الشرح الكبير (4/ 18) .
(4) انظر: لسان العرب (13/ 382) ، مرجع سابق.
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 290