اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 244
فقوله: «اقرؤا فكل حسن» : أي فكل واحدة من قراءتكم حسنة مرجوة للثوب، ولا عليكم ألاتقيموا ألسنتكم إقامة القدح وهو السهم قبل أن يراش «وسيجيء أقوام يقيمونه» : أي يصلحون ألفاظه وكلماته ويتكلفون في مراعاة مخارجه وصفاته (كما يقام القدح) : أي يبالغون في عمل القراءة كمال المبالغة لأجل الرياء والسمعة والمباهاة والشهرة، وقال الطيبي- رحمه الله تعالى-: «وفي الحديث رفع الحرج وبناء الأمر على المساهلة في الظاهر، وتحري الحسبة والإخلاص في العمل، والتفكر في معاني القران» [1] ، وهذا يعطي سعة في عدم التعمق في إتقان التجويد، والتساهل في ذلك ما دامت أصول القواعد ظاهرة وذلك مثل وجود الحد الأدنى من المدود الفرعية فيغض النظر عن توفر الكمال فيها، وجاء رجل إلى نافع فقال:
تأخذ عليّ الحدر، فقال نافع: ما الحدر؟ ما أعرفها، أسمعنا. قال: فقرأ الرجل، فقال نافع: الحدر، أو قال حدرنا، ألانسقط الإعراب، ولا ننفي الحروف، ولا نخفف مشددا، «ولا نشدد مخففا» ، ولا نقصر ممدودا، ولا نمد مقصورا، قراءتنا قراءة أكابر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم سهل جزل، لا نمضغ، ولا نلوك [2] .
وقد أشار إلى بعض ذلك الإمام السخاوي في منظومه بقوله:
لا تحسب التجويد مدا مفرطا ... أو مد ما لا مد فيه لوان
أو أن تشدد بعد مدّ همزة ... أو أن تلوك الحرف كالسكران
أو أن تفوه بهمزة متهوعا ... فيفر سامعها من الغثيان
للحرف ميزان فلا تك طاغيا ... فيه ولا تك مخسر الميزان
«3» [1] عون المعبود (3/ 42) ، مرجع سابق. [2] (الداني) أبو عمرو عثمان بن سعيد الأندلسي ت 444 هـ: التحديد في الإتقان والتجويد هامش ص 93، مرجع سابق.
(3) (ابن أم قاسم) الحسن بن قاسم المرادي ت 749 هـ: المفيد في شرح عمدة المجيد في النظم والتجويد ص 15، تحقيق: د. علي حسين البواب، مكتبة المنار، 1407 هـ- 1987 م، الزرقاء- الأردن.
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 244