اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 214
ولكن هذا التحديد بالعشر لا يعني التزامه بدقة بل من أكثر فالله أكثر [1] ، وكذا تحمل رواية خمسا؛ إذ الأصل أن هذا طاعة، فالطلبة فيه بحسب وسعهم، وحمل البعض الخمس والعشر على حالة التلقين [2] ، والصحيح أن ذلك يختلف من شخص لاخر.
كمية المراجعة:
كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يجعل العشر ايات أقل ما ينبغي أن يقرأه المسلم في مراجعته في الليل فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من قام بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة اية كتب من القانتين ومن قام بألف اية كتب من المقنطرين» [3] ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يذكرون هذه الأحاديث موقوفة- مع أن لها حكم الرفع- دلالة على بدهية رفعها لأهميتها فعن تميم الدّاريّ رضي الله عنه قال: «من قرأ عشر ايات في ليلة لم يكتب من الغافلين» [4] ، ولكنه صلّى الله عليه وسلّم حثهم على المزيد، ورتب الشارع الحكيم على ذلك الأجور العظيمة كل بقدر مشقته، ليرد كل أناس مشربهم فعن تميم الدّاريّ وفضالة بن عبيد قالا: [1] إشارة إلى حديث عبادة بن الصّامت حدّثهم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا اتاه الله إيّاها أو صرف عنه من السّوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم فقال رجل من القوم إذا نكثر قال الله أكثر» رواه الترمذي (5/ 566) ، مرجع سابق، وقال: «وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه» . [2] (النويري) أبو القاسم محمد بن محمد بن محمد: شرح طيبة النشر في القراات العشر (2/ 47) ، تحقيق وتعليق: عبد الفتاح السيد سليمان أبو سنه خبير التحقيق بمجمع البحوث الإسلامية، مراجعة لجنة إحياء التراث الإسلامي، بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، 1406 هـ- 1986 م. [3] أبو داود (2/ 57) ، ابن خزيمة (2/ 181) ، مرجعان سابقان. [4] الدارمي (2/ 554) ، مرجع سابق.
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 214