responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى    الجزء : 1  صفحة : 208
وبذا تحدد أن الوقت النموذجي للمراجعة هو ناشئة الليل:
وناشئة الليل هي «أوقاته وساعاته لأن أوقاته تنشأ أولا فأولا» [1] ، فالوقت النموذجي للمراجعة من الحفظ هو الليل، وأحسن ذلك أن يكون في قيام الليل، ويمكن أن يكون من أول الليل أي يبدأ بما بعد المغرب فقد كان علي بن الحسين يصلي بين المغرب والعشاء ويقول: «هذا ناشئة الليل» [2] ، وإن كان أول الليل يفضل لمن لا يوقن من نفسه القيام في اخره، كما قال ابن عباس: «كانت صلاتهم أول الليل، وذلك أن الإنسان إذا نام لا يدري متى يستيقظ» [3] . ولذا كان من دلائل هذه الاية أن الله جل جلاله بين فيها «فضل صلاة الليل على صلاة النهار، وأن الاستكثار من صلاة الليل بالقراءة فيها ما أمكن أعظم للأجر وأجلب للثواب» [4] .

حكمة اختيار هذا الوقت:
ظهرت في الاية حكمة اختيار هذا الوقت ليكون أنسب لمراجعة القران الكريم، وهي:
1- أنه أشد وطأ: أي أن العمل فيه يكون أثقل على النفس «من قولك اشتدت على القوم وطأة سلطانهم» أي ثقل عليهم ما حملهم من المؤن، وإذا ثقل العمل في هذا الوقت، فإنه يكون وقتا نموذجيا لمجاهدة النفس ومعاركتها، فإذا دربت سهل قيادها، ولذا فلا ينافي هذا ما قاله عكرمة: «عبادة الليل أتم نشاطا، وأتم إخلاصا، وأكثر بركة» ، لأن عكرمة رحمه الله أراد باعتبار المال، وهذا على قراءة وطأ [5] .

[1] تفسير القرطبي (19/ 39) ، مرجع سابق.
[2] تفسير القرطبي (19/ 40) ، مرجع سابق، وانظر: مختار الصحاح ص 274، مرجع سابق.
[3] تفسير القرطبي (19/ 40) ، مرجع سابق.
[4] تفسير القرطبي (19/ 40) ، مرجع سابق.
[5] فيها قراءتان متناقلتان: وطاء لابن عامر وأبي عمرو، وطا لبقية السبعة ... انظر: الشاطبية ص 144، مرجع سابق عند قول الناظم: ووطأ وطاء فاكسروه كما حكوا ... من سورة المزمل.
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست