اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 183
5- التشديد على من ذكره في حلف أو قسم كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من حلف بسورة من القران فعليه بكل اية كفارة إن شاء بر وإن شاء فجر» [1] .
6- وكنتيجة لهذا الاعتزاز بالقران فقد كان من اعتزازهم بالقران يطردون البطالين فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن بطالا أقبل إليهم فقال ابن مسعود اطردوه بالقران، ثم أمر غلاما أن يقرأ سورة في المصحف فلما سمع البطال القران ذهب [2] ، وفي المقابل فقد كان صلّى الله عليه وسلّم يعلمهم أن يشجع المقرئ القارئ فيقول المقرئ للقارئ أحسنت أو نحوها من العبارات: فعن عبد الله ابن مسعود قال:
بينا أنا بالشام بحمص فقيل لي: اقرأ سورة يوسف، فقرأتها فقال رجل: ما كذا أنزلت! فقلت: والله لقد قرأتها على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال أحسنت فبينا أنا أكلمه إذ وجدت ريح الخمر، قلت: أتكذب بكتاب الله وتشرب الخمر؟ والله لا تبرح حتى أجلدك الحد [3] .
ومن تسلسل المنهجية في تعليم الاعتزاز بالقران ما جاء عن عطاء بن السائب قال أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي القران، وكان إذا قرأ عليه أحدنا القران، قال: قد أخذت علم الله، فليس أحد اليوم أفضل منك إلا بعمل، ثم يقرأ قوله أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (النساء: 166) [4] . [1] البيهقي في سننه الكبرى (10/ 43) ، مرجع سابق. [2] (أبو يوسف) القاضي يعقوب بن إبراهيم الأنصاري ت 182 هـ: الاثار ص 53، دار الكتب العلمية، بيروت، 1355 هـ، والبطال يطلق على الساحر، ويطلق على اللعاب العابث. [3] النسائي في السنن الكبرى (5/ 29) ، مرجع سابق. [4] ابن كثير (1/ 590) ، مرجع سابق.
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 183