responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وقفات مع أحاديث تربية النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الكريم الزيد    الجزء : 1  صفحة : 151
الْحَد الْأَقْصَى لطاقاتهم صنع الْأَعَاجِيب فِي عَالم الأَرْض وأمام جحافل الغثاء من البشرالذين لم تستطع مناهجهم أَن تستثمر طاقاتهم الفطريه المكنونة, فالكائن البشري هُوَ الْكَائِن البشري وَلَكِن النتيجة متباينة ومختلفة بَين مَنْهَج الْإِسْلَام ومنهج النَّاس)) [1] . إِن هَذَا التوازن والشمول الَّذِي تميز بِهِ الْإِسْلَام دلّت عَلَيْهِ النُّصُوص الْكَثِيرَة فَعَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل عَلَيْهَا وَعِنْدهَا امْرَأَة قَالَ: من هَذِه؟ قَالَت فُلَانَة تذكر من صلَاتهَا قَالَ: ((مَه، عَلَيْكُم بِمَا تطيقون فوَاللَّه لايملّ الله حَتَّى تملوا)) وَكَانَ أحب الدّين إِلَيْهِ مادام عَلَيْهِ صَاحبه أخرجه البُخَارِيّ [2] وعنها رَضِي الله عَنْهَا أَن رَسُول الله (قَالَ: ((سددوا وقاربوا وَاعْلَمُوا أَنه لن يُدخل أحدكُم عملهُ الْجنَّة، وَإِن أحب الْأَعْمَال أدومها إِلَى الله وَإِن قلّ)) وعنها رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: ((كَانَ أحب الْعَمَل إِلَى رَسُول الله (الَّذِي يَدُوم عَلَيْهِ صَاحبه)) . وعنها رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: سُئِلَ النَّبِي (: أَي الْأَعْمَال أحب إِلَى الله قَالَ: (أدومها وَإِن قلّ) . وَقَالَ: ((اكلفوا من الْأَعْمَال مَا تطيقون)) أخرجهَا البُخَارِيّ [3] . فترى من خلال الْأَحَادِيث السَّابِقَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يهدينا إِلَى أَن الْقَلِيل المداوم عَلَيْهِ من الْعَمَل خير من الْكثير الْمُنْقَطع والقليل المستمر أحبّ إِلَى الله وَرَسُوله وَذَلِكَ مايتواءم مَعَ فطْرَة الْإِنْسَان وَقدرته، فَهُوَ أدعى لتطبيق شَرِيعَة الله دون حرج وَلَا مشقة وذلكم هُوَ الْيُسْر والسماحة وَهُوَ الرِّفْق والتوسط وَهَذِه الصِّفَات من سمة الْمنْهَج الإسلامي الرباني وَمن خَصَائِص التربية النَّبَوِيَّة. ثمَّ إِن التشدد والغلو والتنطع سَبَب للهلاك كَمَا كَانَ حَال السَّابِقين الَّذين تشددوا فَشدد الله عَلَيْهِم وتنطعوا

[1] طَرِيق الْبناء التربوي الإسلامي تأليف د. عقيل قَاسم النشمي ص 88، 89.
[2] أخرجه البُخَارِيّ ك: الْإِيمَان ب: أحب الدّين إِلَى الله أَدْوَمه (1/101) .
[3] انظرصحيح البُخَارِيّ بشرح الْفَتْح ك: الرقَاق ب: الْقَصْد والمداومة فِي الْعَمَل (11/294) .
اسم الکتاب : وقفات مع أحاديث تربية النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الكريم الزيد    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست