اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 81
ولسعته عقرب زال عنه ذلك ورماد العقرب الأسود إذا وضع على البرص معجونا بالحل زال عنه بإذن الله تعالى وإذا علق الخنافس على أشجار قرية لم يقربها الجراد وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا على الجراد يقول اللهم أهلك كباره واقتل صغاره وافسد بيضه وخذ بأفواهه عن معايشنا وأرزاقنا إنك سميع الدعاء رواه ابن ماجه ... لطيفة: قال
إبراهيم عليه السلام رب أرني كيف تحيي الموتى فأراه ذلك في غيري بقوله تعالى فخذ أربعة من الطير وسيأتي بيانها في باب الزهد والأمانة إن شاء الله تعالى ... حكاية: لما اجتمع موسى عليه السلام والسحرة عند فرعون في يوم الزينة وهو يوم عاشوراء وقيل يوم عيدهم يوم السبت وقيل يوم سوقهم وقيل يوم الأضحى وقيل يوم كسر النيل قال رجل أعمى للسحرة وكان كبيرهم أرى موسى يقوى علينا مع كثرتنا وما ذلك بقوته وأخاف أن يكون الأمر سماويا فاحترموه وعظموه فإن غلبناه فلا يضرنا وإن غلبنا فنكون قد قدمنا للصلح مقدمة فيكون شفيعنا عند ربه فقالوا كيف نحترمه قال نستأذنه ونقول له إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى فلما أحسنوا الأدب معه كان سببا لسعادتهم فضحك موسى فقال هاورن أتضحك مع كثرتهم وكانوا سبعين ألفاً وقبل سبعين ساحراً فقال شممت فيهم رائحة الإيمان فلما قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى سمع قائلا يقول ألقوا يا أحباب الله فعند ذلك أوجس في نفسه خيفة موسى لأن أولياء الله لا يغلبهم أحد فلما غلبهم موسى سجدوا لربهم وقالوا آمنا برب هاورن وموسى فرأوا في سجودهم منازلهم في الجنة ... فائدة: إنما قدموا هارون على موسى في الذكر لأنه أكبر بثلاث سنين فبدوا بذكره تعظيما له كما قدم بنات شعيب عليه السلام ذكر الأبوة على الشيخوخة حيث قالوا وأبونا شيخ كبير وكان أخاه من أمه وأبيه وإنما قال يا ابن أم من باب التلطف ومات هارون قبل موسى قبل موسى بثلاث سنين وكان أتم طولا واكثر لحما وأبيض جسما وأفصح لسانا من موسى ... لطيفة: قرت عيون السحرة بسجدة واحدة فكيف بمن يسجد لله خمسين سجدة مثلا بتوفيق الله وفضله قال فخر الدين سجود سحرة فرعون من أعظم الدلائل على فضل العلم لأنهم كانوا عالمين بحقيقة السحر واقفين على منتهاه فعرفوا أن معجزة موسى خارجة عن حد السحر وإلا كانوا يقولون لعله أكمل منا في علم السحر وسيأتي للعلم باب إن شاء الله تعالى ... فائدة: قال أبو علي الروزباري العبد يصل إلى ربه بأدبه وبطاعته إلى الجنة وقال السري السقطي صليت ليلة من الليالي فمددت رجلي في المحراب فنوديت يا سري هكذا تجالس الملوك فقلت وعزتك وجلالك لا مددت رجلي أبدا وقال بعض العارفين مددت رجلي في الحرم قالت جارية لا تجالسه إلا بأدب وإلا فيمحوك من ديوان المقربين وقال بعضهم ترك الأدب موجب للطرد فمن أساء أدبه على البساط طرد إلى الباب ومن أساء أدبه على الباب طرد إلى سياسة الدواب وقال إبراهيم بن أدهم من تأدب بآداب الصالحين صلح البساط القربة ومن تأدب بآداب الأولياء صلح البساط المحبة ومن تأدب بآداب الصديقين صلح لبساط المشاهدة ... مسئلة: لو جلس بين جماعة ومد رجله مكشوفة مرارا من غير عذر سقطت عدالته وردت شهادته ... حكاية
اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 81