اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 80
ما قال ذلك فيكتب يسأله جوابه أراد توبيخ النصارى لأنهم يعتقدون أن عيسى خالق المعجزات والخالق إله.. الثالث: كيف جاز لعيسى مع جلالة قدره أن يقول وأن تغفر لهم مع أن الشرك لا يغفر جوابه مذهب أهل السنة لله تعالى أن يعذب الطائع ويثيب العاصي لا يسئل عما يفعل قال الرازي في أول البقرة أوحى الله تعالى إلى إبليس من سرادقات الجلال يا إبليس ما عرفتني ولو عرفتني لعلمت أنه لا اعتراض علي في شيء من أفعالي فإني أنا الله لا إله إلا أنا لا أسأل عما أفعل جواب آخر يجوز أن يكون عيسى عليه السلام جوز توبة بعضهم فطلب لهم المغفرة جواب آخر قال بعضهم أن الله تعالى قال له ذلك لما رفعه إلى السماء فيكون المعنى أن توفيتهم على الكفر وعذبتهم فهم عبادك وأنت الحاكم عليهم وإن أخرجتهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان فغفرت لهم فلك ذلك ثم نقل عن والده أن العزيز الحكيم هنا أبلغ من الغفور الرحيم لأن صفة المغفرة والرحمة تشبه الحالة الموجبة للمغفرة والرحمة لكل محتاج والعزة والحكمة لا يوجبان ذلك بل يوجب كونه عزيزا أن يفعل ما يشاء وأن يكون متعاليا عن جميع جهات الاستحقاق فإذا حكم بالمغفرة كان الكرم هنا أتم من الوصف بالمغفرة والرحمة ورأيت في تفسير القشيري فإنك أنت العزيز الحكيم أي المعز لهم بالمغفرة ويقال إنك أنت العزيز الذي لا يضرك كفرهم ويقال العزيز القادر على الانتقام والعفو عند المقدرة صفة الكريم ورأيت في الوجوه المسفرة عن اتساع المغفرة إنما قال إنك أنت العزيز الحكيم حياء من ربه أن يأتي بما فيه شفاعة لقوم عبدوا غير الله قال الرازي تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك لي تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك وقيل تعلم ما في غيبي ولا اعلم ما في غيبك والله اعلم وقال إبراهيم عليه السلام وإذا مرضت فهو يشفين ولم يقل وإذا أمرضتني أدبا مع ربه كذلك النبي لما أحسن أدبه مع ربه حيث قال إن الله معنا فقدم اسم الله على اسمه عصم الله أمته من الشرك إلى يوم القيامة بخلاف قوم موسى فإنهم ارتدوا عن دينهم إلى عبادة العجل لأنه قدم اسمه على اسم الله تعالى حيث قال كلا إن معي ربي وقال البوني سمى نوح عليه السلام نوحا لأنه رأى كلبا ميتا فكرهه فأوحى الله إليه هذا خلقنا فاخلق أنت مثله فصار يبكي وينوح وقال في العقائق أنه رأى كلبا له أربع عيون فاستقبحه فقال يا نوح أتعيب الصنعة فلو كان الأمر إليه لم يكن كلبا وأما الصانع فهو الذي لا يلحقه عيب فصار يبكي وينوح ... حكاية رأى رجل خنفساء فقال ما أراد الله بخلقها لا صورة حسنة ولا رائحة طيبة فابتلاه الله بقرحة عجز عنها الأطباء فحضر طبيب وقال ائتنوني بخنفساء فأحرقها وجعل رمادها على القرحة فبرأ بإذن الله تعالى فقال صاحب القرحة أراد الله تعالى أن يعرفني أن أقبح الحيوانات أعز الأدوية عندي ... فائدة: رأيت في حياة الحيوان للدميري أن الاكتحال بما في جوف الخنفساء ينفع من الرطوبة ويزيل الغشاوة عن العين وإذا وضعت على لسعة العقرب أبرأتها والله أعلم ... عجيبة: قال مؤلفه رحمه الله تعالى رأيت الخنفساء تطرد العقرب وهي هاربة منها ثم رأيت بعد ذلك في نزهة النفوس والأفكار أن بينها وبين العقرب صداقة وأهل المدينة المشرفة يسمونها جارية العقرب ومن به فالج أو حمى عتيقة
اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 80