اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 71
وإنا إليه راجعون.. الثالثة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المسلم إذا خرج
من بيته يعود أخاه المسلم خاض في الرحمة إلى حقوبه، فإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة وعمت المريض وكان المريض في ظل عرشه والعائد في ظل قدسه وقال صلى الله عليه وسلم ما من مؤمن يعود مسلم إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له قصرا في الجنة رواه الترمذي في حديث آخر من توضأ فأحسن الوضوء وعاد أخاه المسلم محتسبا يبعد من جهنم سبعين خريفا رواه أبو داود وقال صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس فإذا جلس غمسه فيها رواه أحمد.. الرحمة الحريف هو السنة وذكر الخريف لأنه لا يأتي يوم إلا والذي بعده شر منه فكذلك جهنم لا يمضي يوم على أهلها إلا والذي بعده شر منه كذلك الجنة لا يمضي يوم على أهلها إلا بعده أفخر منه وقال صلى الله عليه وسلم من زار أخاه المؤمن خاض في الرحمة ومن عاد أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى يرجع رواه الطبراني وقال صلى الله عليه وسلم من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك يدعون له ولم يزل يخوض في الرحمة حتى يفرغ فإذا فرغ كتب له حجة وعمرة رواه الطبراني وقال عودوا مرضاكم وأمروهم أن يدعوا لكم فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور رواه الطبراني وسيأتي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك فإن دعاءه كدعاء الملائكة رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.. الخامسة في شرح المهذب عيادة المريض سنة مؤكدة ويستحب أن يعم بعيادته الصديق والعدو ومن يعرفه ومن لا يعرفه حتى الكافر يجوز للمسلم أن يعوده فقد كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم فقعد عند رأسه فقال له أسلم فنظر الغلام إلى أبيه فقال أطع أبا القاسم فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار وكان اسم الغلام عبد القدوس قال زيد بن أرقم رضي الله عنه عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعينه رواه أبو داود بإسناد صحيح وسيأتي أن المريض ضيف الله عز وجل في الخبر يوصل الله ملكا يأخذ لذة الطعام وملكا يأخذ لذة الشراب وملكا يأخذ لذة النوم فإذا عافاه الله عاد كل ملك بما أخذ إلا ملك الذنوب فيقول يا رب أعيدها إليه فيقول لا بل ألقها في البحر نظيره إذا أراد العبد أن يدخل المسجد تقول الملائكة أنه ملطخ بالنجاسة فيردونه فيقول الله تعالى كيف وقصدني عبدي ولكن خذوا عنه ذنوبه حتى يدخل طاهرا فإذا خرج قالت الملائكة أنردها فيقول الله شيء رفعناه عنه لا نعيده إليه وقال النبي صلى الله عليه وسلم المريض إذا برئ من مرضه كالبردة تنزل في صفائها ولونها من السماء.. السادسة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أبا هريرة ألا أخبرك بأمر هو حق من تكلم به أول مضجعه من مرضه نجاه الله من النار يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير حي لا يموت وسبحان الله رب العباد والبلاد والحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه على كل
اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 71