اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 51
كتب الله له ألف ألف حسنة، وعن أبي كاهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مستيقنا بها قلبه كان حقاً على الله أن يغفر له بكل مرة ذنوب سنة وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض بناته الأربع زينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة وهي أصغرهن وأفضلهن: قولي سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء كان وما لم يشأ لم أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً فإن من قالها حين يصبح حفظ حين يمسي ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح رواه أبو داود والنسائي وعن عبد الله بن بشر يقول تعالى لملائكته: لا تكتبوا على عبدي ما بين ذلك. رواه الطبراني بإسناد حسن فالحمد لله وتقدم فضل المعوذتين وقل هو الله أحد إذا أصبح وإذا أمسى وحديث من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يأتي إن شاء الله تعالى في باب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
باب المحبة
قال الله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال بعض العارفين لن تنالوا محبتي وفي قلوبكم محبة غيري ولا تكون المحبة إلا في قلب حي وحياته بموت النفس. ثم روى في المعنى حكاية كان بعضهم له درة فصيحة الكلام فلما أراد السفر إلى بلاد السودان قالت له يا مولاي أقرأ أصحابي السلام وقل لهم عندي طير منكم في قفص حديد لا يستطيع الطيران إليكم فانظروا في أمره فلما أدى الرسالة إلى جنسها من الطيور ضربوا لأجنحتهم وأظهروا له أنهم ماتوا فندم على تبليغ الرسالة شفقة عليهم فلما رجع أخبرها بذلك فضربت بأجنحتها وألقت نفسها إلى الأرض كأنها ميتة فأخرجها من القفص وألقاها فطارت وقالت يا مولاي إن أصحابي ماتوا ولكن علموني طريق الخلاص وصحح في المنهاج تحريم أكلها ويقول موت النفوس حياتها وقال تعالى يحبهم ويحبونه فإن قيل كيف قم محبته على محبتهم له وقم ذكرهم على ذكره إياهم قال تعالى فاذكروني أذكركم فالجواب ما قاله الشيخ عبد القادر الكيلاني أن الذكر مقام طلب مكانه أمر بالطلب منه فقد ذكرهم له وأما المحبة فهي تحفة إلهية ليس للعبد فيها اختيار فلا يصح وجودها إلا بعد بروزها من جانب الغيب على يد المشيئة فلهذا قدم محبته لنا على محبتنا له وله الفضل والمنة ومعنى محبة الله توفيقه إياهم لطاعته والآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صل على أبي بكر فإنه يحبك ويحب رسولك قاله في الرياض النضرة وذكر أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين والحب في الله من الإيمان في الإحياء أوحى إلى عيسى لو عبدتني بعبادة أهل السماء والأرض وحب في الله ليس معك وبغض في الله ليس معك ما أغنى عنك ذلك شيئا وعن النبي صلى الله عليه وسلم من أعرض عن صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر ومن سلم على صاحب بدعة ولقيه بالشر
اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 51