responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 94
كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [1].
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ} [2].
هذه الدعوة المتكررة تلفت النظر ولا شك. إنها دعوة تلح على الناس أن ينظروا في تاريخ من قبلهم، ويدرسوا عوامل الفناء والبقاء في المجتمعات، دراسة واعية متفتحة بصيرة معتبرة.
إنها ليست دعوة "لحفظ" التاريخ من أجل الامتحان فيه آخر العام! وليست دعوة للتفكه بدراسة التاريخ والتظاهر بالعلم! إنها دعوة للنظر والاعتبار. دعوة للاستفادة من تجارب البشرية السابقة. دعوة ذات منهج مرسوم.
إن تاريخ الأمم وحياة المجتمعات في نظر الإسلام -وهو كذلك في واقع الأمر- ليس أطوارًا متعاقبة بغير معنى، ولا هدف، ولا غاية، ولا نظام معروف. إنها تتبع سنة معينة. {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [3]. سنة الله التي تعمل بما أودعه الله في الإنسان من طاقات واستعدادات، وما أعطاه من قدرة على الاختيار بين أحد طريقين: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [4].
إنها طريقان لا ثالث لهما: الهدى أو الضلال. الاهتداء بما أنزل الله على عباده من منهج، وما وجههم من توجيه، أو الانحراف عن طريق الله الواضح المبين. الهدى يتبعه الخير والبركة والتمكين في الأرض. والضلال

[1] سورة الروم 9.
[2] سورة غافر 21.
[3] سورة الأحزاب 62 انظر "معركة التقاليد" فصل "حقائق وأباطيل".
[4] سورة الشمس 7-10.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست