responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 77
ولكنه يعطيها أقدارها الصحيحة. لا يبخسها قدرها. ولا يعطيها فوق قيمتها. ويستغلها جميعًا إلى أقصى طاقتها لفائدة المخلوق البشري وصلاح حاله على الأرض.
ومن ثم فهو يحترم الطاقة العقلية ويشجعها، ويربيها لتتجه في طريق الخير.
ولكي يصل إلى ذلك فإنه يمزجها بمزيج الروح, ويستنبتها- كما قلنا من قبل- في "تربة" الروح الأريجة المشعة، لتستمد من أريجها العذب وإشعاعها الطليق.
يبدأ الإسلام التربية العقلية بتحديد مجال النظر العقلي، فيصون الطاقة العقلية أن تتبدد وراء الغيبيات التي لا سبيل للعقل البشري أن يحكم فيها.
وهو يعطي الإنسان نصيبه من هذه الغيبيات، بالقدر الذي يلبي ميله للمجهول[1]. ولكنه يكل أمر ذلك إلى الروح، فهي القادرة على ذلك المزودة بوسائل الوصول. أما العقل فوسيلته إلى الله وإلى معرفة الحق، هي تدبر الظاهر للحس والمدرك بالعقل، ومن ثم يحدد الإسلام مجاله بهذا النطاق، ولا يتركه يغرق في التيه الذي غرقت فيه الفلسفة من قبل واللاهوتيات، فلم تصل إلى شيء حقيقي يستحق ما بذل فيها من جهد؛ إن لم تكن قد غبشت مرآة الفكر البشري، وشتتت ما ينعكس عليها من أضواء[2].
ثم بعد ذلك يأخذ في تدريب الطاقة العقلية على طريقة الاستدلال المثمر والتعرف على الحقيقة، فيتخذ إلى ذلك وسيلتين:
الوسيلة الأولى هي وضع المنهج الصحيح للنظر العقلي.
والوسيلة الثانية هي تدبر نواميس الكون وتأمل ما فيها من دقة وارتباط والوسيلة الأولى يصل إليها بطائفة من التوجيهات والتدريبات:
فهو أولًا يبدأ بتفريغ العقل من كل المقررات السابقة التي لم تقم على يقين، وإنما قامت على مجرد التقليد أو الظن. فينعي على المقلدين الذين يقولون:

[1] انظر بعد ذلك فصل "خطوط متقابلة في النفس البشرية".
[2] انظر فصل "لا تفكروا في ذات الله" من كتاب "قبسات من الرسول".
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست