اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 38
الباب الثالث: تربية الروح
ما هي الروح؟
شيء مبهم غامض ليست له حدود!
وهذا الإبهام في طبيعة الروح، والغموض الذي يحيط بها، والعجز عن إدراك كنهها، هو الذي أغرى الماديين في العصور الحديثة أن يهملوها إهمالًا ويسقوطها من الحساب.
كل ما لا تراه الحواس -في نظرهم- فهو غير موجود! والروح لا ترى بالحواس. فهي إذن شيء ليس له وجود!.
ولكن ألدوس هكسلي يرد عليهم في هذا الأمر، رغم أنه لا يؤمن بالدين، فيذكرهم بحقيقة ينسونها وهم يجادلون: "إنه لم يعد لنا مناص من الاعتراف بأن بعض البشر مزود بالقدرة على استشفاف المجهول بطريقة خارجة عن نطاق الحواس. وإن جهلنا بالطريقة التي يتم بها هذا الاستشفاف لا يبرر إنكارنا له.
فإنه لا يزيد على جهلنا بالطريقة التي تتم بها عملية الإدراك وعملية التذكر. من منا يستطيع أن يعرف كيف تتم معجزة الإدراك؟ أو التذكر؟ كذلك نحن لا نعلم كيف يتم الاستشفاف. ولكنه رغم ذلك حقيقة علمية".
إن ألدوس هكسلي لا يسير معنا الطريق كله. ولكنه يسير نصف الطريق. يقرر أن هناك طاقة مجهولة في الإنسان يقدر بها على الاستشفاف، ويقرر كذلك أن جهلنا لكُنه هذه الطاقة لا يعني أنها غير موجودة في الواقع. فهي موجودة رغم هذا الجهل. وهي حقيقة علمية. وأهم من ذلك أنه يقرر أننا اعترفنا من قبل بوجود طاقات بشرية أخرى رغم أننا نجهل كنهها تمام الجهل، كعملية الإدراك وعملية التذكر.
وذلك نصف الطريق! فهكسلي يقصر هذه القدرة على الاستشفاف، ثم يقصرها على "بعض" الناس فقط، ولا يجعلها طاقة "بشرية" أصيلة. ولكن حين ينظر الإنسان إلى الاتجاه المادي الغارق في المادية، الذي يسيطر على
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 38