responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 212
{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [1].
لقد كان الدرس هنا قاسيًا عنيفًا ... يوم اعتز المسلمون بكثرتهم وأعجبتهم قوتهم فقالوا: لن نغلب اليوم من قلة! كان الدرس -كما كان في مكة- هو ردهم إلى الله، ليعتزوا به وحده، ويستمدوا منه القوة وحده، ولا ينظروا لأية قوة أرضية -معهم أو عليهم- على أنها العامل الحاسم في المعركة، أو أنها هي التي تقرر شيئًا على الإطلاق من مصائر الأمور! لقد كانت القوة الأرضية في مكة ضدهم. فرباهم هناك على أنها لا تعني شيئًا في حقيقة الأمر.
وأنها ليست هي التي تقرر مصير الدعوة. وإنما الذي يقررها هو الله. وهم مدعوون أن يلجئوا إلى الله وحده ويعتزوا به وبقوته. ثم كانت القوة الأرضية في المدينة معهم. فرباهم كذلك على أنها لا تعني شيئًا في حقيقة الأمر. وأنها ليست هي التي تقرر مصير الدعوة. وإنما الذي يقررها هو الله. ودعاهم -كما دعاهم هناك- أن يلجئوا إلى الله ويعتزوا به وبقوته: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [2].
وكذلك في سبيل هذا التجرد ذاته كانت التربية بالأحداث في سورة آل عمران، للذين فتنتهم أسلاب المعركة في أحد فنسوا هدفها الأصيل.
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [3].
وكذلك في سورة الأنفال إذا يتحدث عن وقعة بدر: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ، لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ

[1] سورة التوبة 25.
[2] سورة التوبة 26-27.
[3] سورة آل عمران 152.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست