اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 191
ولا يستقيم له عود. وإذا رفقت بنفسك رفقًا زائدًا فلم تحملها أبدًا على ما تكره، فالنتيجة أنها تتميع وتنحرف ولا تستقيم. وفضلًا عن ذلك فإنها تشقي صاحبها لأنها لا تدع له فرصة يتعود فيها على ضبط مشاعره وشهواته. فيصطدم بـ"الواقع" الأرضي الذي لا يعطي الناس قط كل ما يشتهون.
ومن هنا كان لا بد من "شيء" من الحزم في تربية الأطفال وتربية الكبار. لصالحهم هم أنفسهم قبل صالح الآخرين.
ومن الحزم استخدام العقوبة أو التهديد باستخدامها في بعض الأحيان.
والإسلام يتبع جميع وسائل التربية فلا يترك منفذًا في النفس لا يصل إليه. إنه يستخدم القدوة والموعظة، والترغيب والثواب. ولكنه كذلك يستخدم التخويف والترهيب بجميع درجاته. من أول التهديد إلى التنفيذ.
فهو مرة يهدد بعدم رضاء الله.. وذلك أيسر التهديد وإن كان له فعله الشديد في نفوس المؤمنين:
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [1].
ومرة يهدد بغضب الله صراحة "كما جاء في حديث الإفك" وتلك درجة أشد:
{وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ، إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ، وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ، يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [2].
ومرة يهدد بحرب الله ورسوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [3]. [1] سورة الحديد 16. [2] سورة النور 14-17. [3] سورة البقرة 278-279.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 191